آخر الأخبار
ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق ticker الصبيحي: 2.23 مليار دينار إيرادات الضمان التأمينية لسنة 2023 ticker الحكومة تقر مشروع موازنة 2025 بنفقات إجمالية 12.5 مليار دينار

عصر التحليل

{title}
هوا الأردن - ابراهيم العجلوني

لا ريب ان «مورين وايت» صاحب كتاب «عصر التحليل» (THEAGE OF ANALY SIS) لو كان امتد به عمره الى ايامنا هذه ورأى هذه الكثرة من المحللين السياسيين، في الصحف والفضائيات واروقة الاكاديميات، لكان انجز كتابا آخر بعنوان «عصر الثرثرة والتدجيل»، ولكان وجد شواهد متكثرة على صدق الفرضية التي يتضمنها هذا العنوان الجديد.

لقد نظر «وايت» الذي ترجم الاخوة السوريون كتابه الى العربية في منتصف السبعينيات الى المشهد الفلسفي في القرن العشرين فرأى ان اغلب الفلاسفة المعاصرين غير معنيين بابتناء الانساق او التركيبات الفلسفية ذات الطابع الشمولي او المذاهب الفلسفية الضخمة على نحو ما كان من الفلسفات التقليدية، وان عنايتهم انصبت على تحليل الافكار وتوضيح العبارات، مما يذكرنا بعلماء أُصول الفقه في تاريخنا الاسلامي، وبمباحثهم في السبر والاكتناه وتحقيق المناط وتنقيح المناط وغير ذلك من مباحثهم الدقيقة.

ولقد كنت اشرت في كتاب مبكر لي «الرافضون» الى فصل عقده مورين وايت في كتابه آنف الذكر لتصور «ادموند هوسرل» لكيفية تشكل الوعي الانساني انطلاقا من تمثل الطفولة لما حولها، وعقدت مقارنة بين ما قال «هوسرل» في ذلك وما كان اورده ابن حزم الاندلسي في المسألة نفسها.

والفلسفة التحليلية التي اثبتت حضورها في القرن العشرين معنية – بوجه عام – بفك المركبات الى اجزائها، وذلك في مقابل تركيب او بناء «الكل» من الاجزاء.

ويقول الدكتور عزمي اسلام في كتابه: «اتجاهات في الفلسفة المعاصرة»، ان «التحليل» المقصود عند اصحاب هذه النزعة هو «رد الموضوع الذي نتناوله بالبحث الى مصادره وعناصره الاولية، سواءً اكان ذلك الموضوع فكرة في الذهن او قضية من القضايا، او عبارة من عبارات اللغة، او واقعة من وقائع الحياة، ايّاً كان الغرض الذي يسعى اليه الانسان من وراء هذا التحليل».

واذ تستوقفنا عبارة: «ايا كان الغرض» من التحليل، ونربطها بما اورده الدكتور اسلام من حديث فيلسوف التحليل «جورج مور» عن التحليل من حيث تعلّقه بمركبات مفهومية او تصورية، فان بنا ان نتصور امكان ان تؤثر هذه المركبات المفهومية او التصويرية على الحياد الموضوعي للتحليل، ولا سيما «التحليل السياسي» الذي يتناول الواقعات مسكوناً بمركبات مفهومية سابقة.

واذا نحن اخذنا في اعتبارنا الاهواء والاغراض والنزعات الايديولوجية والمصالح الشخصية، فان مما نتوقعه (بل مما نشاهده) ان التحليل يصبح مهارة او «تقنية خداع» حين يكون رد الموضوعات الى مُسَلّمات صاحب التحليل لا الى مصادرها او عناصرها الاولية، وحين يكون مطلوبا من «الواقعة» التصديق القسري للافتراض السابق او للهوى الذاتي والنزعة الايديولوجية.

قد يقول قائل ان التحليل بما هو توضيح للافكار واختبار لصدقها لا تعلق له بالسياسة من قريب او بعيد، لان رواياتها في الغالب مشكوك فيها، والعلم لا يُبنى على الشكوك، ولانها تظهر ما لا تبطن، والحق ظاهره متصل بباطنه وموافق له.

كما قد يقول قائل آخر إن السياسة قائمة على «ألعاب اللغة» فاذا زيد الى ذلك خراب ضمائر «المحللين» امكن القول بقيام «عصر التدجيل» لا «عصر التحليل»، مع الاعتذار لمورين وايت ولكل فلاسفة التحليل.

تابعوا هوا الأردن على