آخر الأخبار
ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق ticker الصبيحي: 2.23 مليار دينار إيرادات الضمان التأمينية لسنة 2023 ticker الحكومة تقر مشروع موازنة 2025 بنفقات إجمالية 12.5 مليار دينار

مجاهدون يبحثون عن الإنصاف

{title}
هوا الأردن - ثامر الحجامي
كانوا يعيشون في قرية من قرى الجنوب النائية، بيوتها الطينية كانت مناجم للمجاهدين الأفذاذ، الذين قارعوا نظام  الطاغية، فكان منهم الشهيد الذي اعدم، ومنهم الذي بقي تحت الأرض في مقابر جماعية لم يجدوا له أثراً، ومنهم المعتقل في سجون البعث حتى سقوطه .
 
 تأملوا خيرا في النظام الجديد، أن تزدهر حياتهم وتتحول تلك الأكواخ الى بيوت عامرة، تحضى بخدمات بسيطة وضرورية، وأهمها طريق القرية الترابي الذي يبعد عن المدينة 5 كم، ويحصلون على مشروع للماء الصالح للشرب، أو مركز صحي ومدرسة يتعلم فيها الأطفال تاريخ آبائهم وأجدادهم، يتحصلون على شهادات دراسية كانوا محرومين منها طيلة الفترة الماضية، بسبب الظلم الذي وقع عليهم، لكنهم لم يحصلوا إلا على الكهرباء، التي وصلت إليهم بشق الأنفس .
 مبالغ مالية كبيرة صرفت، من اجل أعمار البنى التحتية في العراق، لم ير هؤلاء الفقراء منها نصيبا، وكأنها تحولت الى سراب لا يدركوه أبدا، ليعيشوا الحرمان في وطن يفيض بالخيرات، وكأن قيودهم الشخصية لم تسجل في سجلات هذا الوطن، ليكون لهم نصيب في خيراته التي ابتلعتها حيتان الفساد، الذي ولد الفتن السياسية والطائفية، فكان أن نبع الإرهاب واجتاح الوطن، وعاث فيه فسادا وقتلا وتدميرا .
 
فنهض الفقراء والمحرومون، ملبين فتوى الجهاد متنكبين سلاحهم معرين صدورهم للموت، يرتدون عزيمة الإصرار على مقارعة الظالمين كما تعودوا، حاملين أرواحهم على أكفان الفداء ليقدموها قرابين للوطن الذي تناهشته الغربان، فصالوا وجالوا مقدمين الغالي والنفيس من اجل تحريره وتطهير أرضه، التي ارتوى كل شبر منها من دمائهم الزكية، وها قد مرت ثلاث سنين ولم يتغير في قريتهم شيء، إلا صور الشهداء التي صارت تزين طريقها الترابي .
 
وتحررت المدن واحدة تلو الأخرى فعادت تكريت والرمادي والفلوجة وبيجي الى حضن الوطن، بفضل دماء الشهداء وعرق المجاهدين المحرومين، ثم كانت المنازلة الكبرى في مدينة الموصل فطهرها المقاتلون الصابرون، ومنها أعلنوا بيان النصر على أعتى هجمة بربرية، حولت غالبية تلك المدن الى ركام، وتدمرت بناها التحتية وأضاعت معالم الحياة منها، بسبب شدة المعارك التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فعلت الأصوات والمناشدات بضرورة إعادة إعمار مدن الضحية، وسط تجاهل لمدن التضحية وأبنائها المضحين .
 
 
لاشك ولا ريب إن إعادة إعمار المدن المحررة هي مسؤولية وطنية، تفرض على العاملين في إدارة الدولة القيام بها، لإعادة الحياة الى هذه المدن كما كانت بل أفضل، وتمارس دورها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في العراق وفق الدستور والقانون، ولكن ماذا عن مدن المجاهدين التي حرمت من الإعمار والخدمات طيلة الفترة الماضية، وحولت أموال إعمارها الى مصاريف للحرب، فكانت هذه المدن تدفع أموالا ورجالا في آن واحد .
 
  فهل سيبقى هؤلاء المجاهدون محرومون من حقوقهم؟ بعد أن قدموا أموالهم وأنفسهم فداءً لهذا الوطن، أم سيتم الالتفات لهم إسوةً بالمدن المحررة، فهم لا يطلبون إلا حقوقهم التي كفلها القانون والدستور، وحجم التضحيات التي قدموها، ولا يعاملون كالإبل التي تحمل ذهبا وتأكل شوكاً، فهل من منصف ؟ .
تابعوا هوا الأردن على