عودة الملك والابتسامة الاردنية
افصح المواطنون الاردنيون صباح اليوم عن ابتسامة عريضة وبهجة مسرورة بعودة الملك , وسط تعبيرات آخاذة , ومعاني عميقة وحميمة عكس الناس فيها حبهم لمليكهم, واشتياقهم اليه وامنياتهم لان يكون دائما كحل العيون لا يغيب عن عيونهم ولا ينقطعوا عن رؤياه. فبتلقائية وفطرية تحدث الناس اليوم عن عودة الملك وتعودهم على نشاطاته ومفاجآته وانتصارته الدائمة لحق ومصلحة المواطن , فالمواطن لديه القناعة التامة أن الملك هو صمام الامان لهم وانه ملجأهم ولإذن الصاغية لمطالبهم والمستمعة لهمومهم وتطلعاتهم .
طبيعة التعليقات التي سمعناها او قرأناها تعكس وبشكل واضح التساق الناس بالملك ومحبتهم له ليس كونه ملكا وجب طاعته كولي أ مر , بل هو ذاك الإحساس الداخلي لديهم بأن الملك هو الاخ والصديق والمشارك لهم جميعا والمدافع عنهم باستمرار و بدون استثناء .
فمن حق الناس أن يقلقوا , وأن يتحيروا , اذا تجاوزت اي عطلة لملك يحبوه حدا متعارف عليه , ليس من باب الخوف او التشتت الذي حاولت الاشاعات والدعاية الصفراء وضعيفو النفس والارداة والانتماء تردادها وتضخيمها . المواطن الاردني تعود على الملك بحراكه الدؤوب والمتابعة وتحري واقع الناس وهمومهم , واعطاء آوامره للحلول والمعالجة, فتولدت علاقة خاصة بين تطلع الناس وجهود الملك التي نالت شعبية منقطعة النظير وثقة فاقة طبيعة أي علاقة , خاصة وأننا نتحدث عن ملك ارتبط بقاءه بحب شعبه والولاء له وهي علاقة نادرة قلما وجدناها في اي مجتمع يحاول التشبث للخلاص من التحديات والصعوبات المفروضة علية .
غياب الملك لفترة طويلة , دفع بالمواطنين للسؤال عنه والاطمئنان على الاوضاع , وهذا حق طبيعي , خاصة وسط اشاعات وأقاويل جاهزة يبثها اصحاب الفتنة والكلمة المغلوطة الذين يتربصون بهذا الوطن ويحسدونه على ثباته.
ومن حق المواطن ان يخرج احد المسؤولين ألاساس أن يتصدى احد المسؤولين كالناطق باسم الحكومة او احد مسؤولي الديوان ليطمئن الناس ويدحض الاشاعات بكلمات ضمن سياق حدث يومي يؤكد قضاء الملك لاجازته وانه لاصحة لما يقال , وهذا عمل اعلامي مطلوب حتى لا نتيح للمتربصين والمروجين من اطلاق العنان لمن يريد الاساءة للوطن وللمواطن.
ها هو الملك يعود وتنكشف اكاذيب الاشاعات , ويتبين ضعف منطق المروجين وكذب المشيعين وضعفهم امام الناس, وعندها يتساءل الجميع .
الى متى سيعرف هؤلاء انهم بحالة الغفل ومتى سيدركون أن اقتحام العلاقة بين الملك والمواطن مسألة تجاوزت كل الاشاعات والتحريض والاساءة , فالتؤمة بين المنتمين للوطن والملك حالة اكبر من اي اشاعة او مقولة هنا وهناك , وعلى الجميع ان يفهم ذلك , فهناك فرق بين الاشتياق والسؤال عن من تحب وبين الريبة والاضطراب والضعف والبلبلة التي تحاول الاشاعة صنعها وتكريسها . خاصة وانها من مصادر مجهولة ندرك اهدافها وغاياتها .
عاد الملك وكأن اليوم هو الامس , وان فترة التحليلات الخاطئة والتفكير المجزوء كانت درسا حقيقيا لمن اعتنقه , وليصبح على يقين بان الحقيقة هي مقدمتنا وهي شاهدنا وهي مبتغانا , اذا اردنا ان نصمد ونتقدم وننطلق وسط هذه التحديات الكبيرة التي لم تترك أحد . فدعونا نفرح بعودة الملك كأثبات جديد ودرس جديد عن ما يواجه الوطن ولنقف مع وطننا كما نقف مع انفسنا وندحض المترددين الخائفين ولنقوى بعزيمة ما حقق الاردن واستطاع ان يبقى واقفا صامدا ابيا رغم كل ما تعرضنا له.