كارثة البحر الميت
أنا لست موجوداً في الاردن . ولم اشاهد الواقعة التي حصلت لباص طلاب مدرسة فكتوريا . ولكني وبكل الالم كنت اتابع ما يحصل على شاشات التلفزة . وقد لفت انتباهي ان فرق الانقاذ عندما وصلت اخذت تسير على الطريق الاسمنتي المؤدي الى داخل الوادي الذي يستعملة هواة اجتياز هذا الوادي وصولا الى حمامات ماعين . وهذا طريق خطر ويجب ان تكون عملية اجتيازة باشراف مختصين ولأشخاص اعمارهم اكبر من ذلك وبأجهزة خاصة . ولكن هذا يوحي ان الطلاب وباصهم قد دخلوا هذة المنطقة المحظورة دون اشراف . وهناك تعرضوا لتدفق المياة داخل هذا الممر ثم تم سحبهم الى مدخلة قرب الشارع الرئيسي حيث الجسر ثم البحر الميت . وقد علمت من مصادر ثقة ونقلاً عن بعض المشاركين في الرحلة انهم قد دخلوا مدخل الوادي ولمسافة ثلاثة كيلومترات وافترشوا الارض لتناول الطعام عندما داهمهم سيل عرمرم جرف بطريقة من جرف منهم وهرب الباقي الى المناطق العالية المحيطة بالوادي وهم من الذين تم انقاذهم فيما بعد . كما روت احدى المواطنات التي كانت متواجدة في المنطقة ان نهراً من المياة الغزيزة والغير متوقعة قد داهمت طلاب وطالبات المدرسة وهم يجلسون داخل الوادي وجرفت من جرفت منهم ثم بعد ذلك بوقت ونتيجة قوه اندفاع المياة وغزارتها انهار الجسر على الشارع الرئيسي واندفعت المياة نحو البحر الميت والذي اصبحت مياهه عكرة مثل الطين .
اي ان السبب المباشر ليس انهيار الجسر والباص فوقة كما قيل وتردد ، وان شدة اندفاع المياة قد ادت الى الى انهيار هذا الجسر فيما فبعد وفي مرحلة لاحقة وبعد ان كانت المياة قد جرفت الاطفال .
وعلى كل حال فأن الحادثه وبجميع المعايير كانت مأساة كبرى ، ولكني ارى ان مسؤوليتها تقع على عاتق المدرسية بصفة اساسية والمشرفين على الرحلة . ثم على دوريات الامن العام التي على الطرق والتي كان عليها ان توقف باص الرحلة كما هي العادة وتتأكد من حصولة على تصريح بالقيام بالرحلة وشهادة تثبت صلاحية الباص لها ، وان يكون سيرة متفقاً مع التصريح المعطى لة . وان تكون حمولتة متفقة مع التصريح .
اما بالنسبة لأنهيار الجسور فمن يعرف المنطقة فأن بأمكانة تخيل قوة المياة التي من الممكن ان تنحدر من هذا الوادي في حالة الظروف الجوية الاستثنائية والغير طبيعية وهو الامر الذي حذرت منة الجهات المعنية وهو الامر الذي لم يسبق وان حصل مثلة على مدار عشرات السنوات الماضية حيث كانت المياة تنحدر من تحت ذلك الجسر في طريقها نحو البحر الميت ولكنة في هذة المرة كان ضحية لعنف المياة المتدفقة مثلة مثل طلاب المدرسة . حيث ان غضب الطبيعة يكون في بعض الاحيان اقوى من كل الاحتياطات التي يتخذها البشر . وهذا يحدث في كل دول العالم وليس في الاردن فقط . ولعل الفيديوهات التي نشاهدها على الفيسبوك والواتس اب خير دليل على ذلك . وفي الامس القريب حدث انهيار لجسر متعدد الطبقات في الولايات المتحدة الامريكية وادى الى العديد من الخسائر البشرية والمادية . ناهيك عن حوادث التسونامي والفيضانات والاعاصير والتيرنادو والرياح القوية والتي تحصل في العديد من دول العالم ، والدمار والخسائر البشرية الذي تخلفها تلك الحوادث ، رغم كل الأجراءات وألأحتياطات التي يتم اتخاذها .
خلاصة ما اريد ان اقولة انه بالرغم مما حصل فأن هذة المرحلة ليست الوقت المناسب لتبادل وتوجية الاتهامات من هنا وهناك والتي قد تنال اشخاصاً ليس لهم علاقة بما حدث . ولنقوم بالوقوف الى جوار عائلات الضحايا نكفكف دمعهم ونسعى لأن نخفف مصابهم وان هذة هي ارادة اللة ولا راد لقضائة . ثم وفيما بعد يتم التحقيق بما حصل ومحاسبة المقصرين والمهملين والذين يستحقون اكبر عقاب والذين اوجعوا قلوبنا جميعاً كما قال سيد البلاد جلالة الملك المعظم .
ولندعوا للضحايا بالرحمة ولذويهم جميل الصبر وحسن العزاء . ولتكون تلك الحادثة عبرة للمستقبل حتى لو كان ثمنها الغاء الرحلات المدرسية وخاصة تلك التي تنظمها المدارس الخاصة كمصدر اضافي للدخل والارباح .
قد اكون على خطأ في تحليلي للحادث وقد اكون مصيباً . ولكن كثرة الروايات وتنوعها وتشعبها وكثرة الاتهامات بالمسؤولية تجعلني اشعر ان البعض استغل هذة الحادثة فقط لكي يوجة الاتهامات ذات اليمين وذات الشمال .
و لنتروى بعض الوقت ولنوريَ الضحايا الثرى ، ثم يكون بعد ذلك لكل حادث حديث .
مروان العمد / كوبنهاجن