الأصفر والتطبيقات
بداية احببت ان اتحدث عن الأصفر(التكسي الأصفر ) وماله وما عليه ، فالأصفر هو العامل الرئيس في نهوض حركة النقل في الاردن وهو الذي يعمل ليل نهار لايصال المواطن والمسؤول يوميا من منزله الى مكان العمل ، ونحن نتحدث هنا عندما كانت للاصفر سطوته وقوتة ، قوتة في أخلاقيات السائقين وحفاظهم على الراكب من جميع فئاتة .
أما اليوم وقد انتقل العالم ليصبح قرية صغيرة فالذي يبعد آلاف الأميال اصبح الآن التحدث إليه صوتاً وصورة وكأنه بيننا وخلال لحظات معدودة ، هي التكنولوجيا يا سادة وقد تطورنا جميعا على مر السنين فأبو خالد الذي كان يستخدم الطير الزاجل لارسال الرسائل بين جبال عمان قد تعلم من ابنه وابن ابنه كيف يستخدم الموبايل الذكي . والان اصبح يستخدم التطبيقات الذكية في المواصلات بالإضافة إلى طلب جرة الغاز والتبليغ عن المفقودات وكل ذلك أصبح من خلال التطبيقات .
إلا ان سائق الأصفر ورغم تطوره بالعمل على التكسي الأصفر يستعمل الهاتف الذكي لمعرفة الطريق أحيانا وللاتصال وللاستماع إلى الموسيقى و الاغاني ، بل قد تعدى ذلك للدردشة بينه وبين أقرانه من السائقين عند فراغاتهم وعند الحاجة الى ملء ذلك الفراغ .
لقد استطاع تطوير نفسه باستعمال الهاتف الذكي ولم يستطع تطوير نفسه بالاشتراك بالتطبيقات الذكية التي خدمت وتخدم الشريحة الأكبر من المواطنين . في حين عمد مالكو التطبيقات على تقديم الأفضل دوما للراكب من سيارات حديثة تكون نظيفة يوميا ويتم تقييمها من قبل الراكب ومن الشركة ومن الراكب الخفي الذي يستطيع نقل الصورة الحقيقية للسائق والسيارة .
في الوقت الذي ، يزال غالبية السائقين ( ولا أعمم ) متعنتين إزاء دخول بعض المناطق بحجة الأزمة تارة او لبعدها عن مركز عمله والذي حدده القانون بالطبعة التي تخدم المحافظة التي يتبع لها ، فإننا نرى أن سائق التطبيقات يحضر إلى الراكب من مسافات قد تتعدى الكيلومترات لاصطحابة إلى وجهته التي يصرح بها الراكب للسائق دون تذمر أو دون ضجر .
بعض السيدات وطالبات الجامعة قد وجدن الراحة والطمأنبنة في استخدام التطبيقات لأنها تقوم بإرسال معلومات السيارة التي قامت بطلبها الى ذويها كي تشعر هي وهم بالراحة والاطمئنان ومن تلك المعلومات اسم السائق ونوع سيارتة ورقمها ولونها ورقم هاتف السائق أيضا مما يلزم السائق دائما بتقديم الأفضل لراكب التطبيقات خوفا من ان يتم تقيمه بعلامة دنيا مما يعني إيقافة عن العمل او توجيه إنذار له من قبل الشركة ، مصحوبا بتهديد في حال تكرارها بإيقافة عن العمل . نحن لانتحدث عن تعليمات محلية تم وضعها من شركات التطبيقات بل هي تعليمات تطبق على جميع سيارات التطبيقات المستخدمة في جميع أنحاء العالم . ولذلك كثيراً ما نرى أن سائقي التطبيقات همهم الأول والأخير ارضاء الراكب ، وأكبر دليل على ذلك توفير المياه الباردة في الصيف بكاسات محكمة الاغلاق أو قناني صغيرة مع تقديم البعض منهم بعضا من أنواع الشوكولاتة والحلويات . ولن ننسى بان جميع انواع العملات الصغيرة متوفرة لديه لارجاع باقي المبالغ ولو كانت صغيرة .
كنت أتمنى على هيئة تنظيم النقل ووزارة النقل أن تقوم بعمل دورات لسائقي الأصفر ليكونوا بالمستوى العالمي لتقديم الخدمة ، وخاصة اننا في الأردن كبلد سياحي ، ولدينا جميع مقومات السياحة من أماكن ودليل وما إلى ذلك ولكننا بحاجة إلى تطوير وتدريب سائقي الأصفر ليكونوا كسائقي التكاسي في فرنسا فسائق التكسي هناك يدعى ( شوفير ) وللحصول على رخصة ( شوفير ) لابد من تأهيله بدورات سياحية ويكون متحدثا بأكثر من لغة ويكون له لباس خاص به يميزة عن الأخرين وهو ما يمنحه الاحترام والوقار من قبل الآخرين .
أما وقد اصبحنا على مشارف الباص السريع ، فهل نحن مستعدون لتحويل الأصفر الى تطبيقات تكون تحت إشراف الحكومة فيستطيع الراكب عند النزول من سيارته وقد نسي حقيبته الشخصية أن يصل إلى سائق التكسي خلال دقائق كما هي الحال مع سيارات التطبيق .
و للحديث بقية ،،،