آخر الأخبار
ticker إربد .. مطالب بتأهيل طريق في الحصن إثر معاناة تتجدد مع كل منخفض جوي ticker الكرك: البؤر الساخنة بالمنخفضات .. أضرار تتكرر وسط آمال بحلول جذرية ticker وزير الخارجية الأميركي: لا يمكن لحماس أن تبقى في موقع يهدد "إسرائيل" ticker رفع طاقة تخزين القمح والشعير إلى 2.3 مليون طن الشهر الحالي ticker معايير دولية حديثة تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي ticker بورصة عمان ترتفع خلال أسبوع بنسبة 1.87 % ticker "الطاقة" تطرح عطاء لمراجعة وتقييم موارد الفوسفات ticker مطار الملكة علياء يستقبل أكثر من ثلث زوار الأردن ticker بوتين يكشف عن شرطه لوقف الهجمات في أوكرانيا ticker الحكومة اللبنانية تعلن مشروع قانون لتوزيع الخسائر المالية إثر أزمة 2019 ticker مستشفى المقاصد يعالج 956 مريضا في يوم طبي مجاني بالأغوار الشمالية ticker الأردن يرحب بتعيين برهم صالح مفوّضاً للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ticker تأخير بدء امتحانات الطلبة في البترا والشوبك السبت ticker إنطلاق أولمبياد اللغة الإنجليزية العالمي للجامعات 2025 ticker الأمم المتحدة تحذر من تصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية ticker هجوم بقنابل دخان وأسلحة بيضاء يخلّف قتلى ومصابين في تايوان ticker قبول استقالة 642 عضواً من الحزب المدني الديمقراطي ticker القبض على عصابة إقليمية لتهريب المخدرات ticker تعزيز الشراكة بين الأوقاف وجمعية مكاتب السياحة لتطوير ملف الحج والعمرة في الأردن ticker إنجاز طبي جديد في الأردن: زراعة كلية ناجحة رغم التحديات المناعية

تأصيل منظومة القيم

{title}
هوا الأردن - د. نزار شموط

تلعب القيم الدورالاهم في تحريك السلوك الانساني نحو مضامين ترسخ احترام الثوابت الأخلاقية والدينية التي تعارف عليها المجتمع، والتي بالمحصلة تعتبر الهوية الثقافية والإخلاقيه لمجتمعنا ، الذي يتمثل القيم الطيبة منهجاً وسلوكاً .

لقد شغل موضوع القيم اهتمام الكثير من الفلاسفة والمفكرين من قديم الزمان باعتبار أن النسق القيمي ومتضمناته يعد إحدى الركائز التي يقوم عليها العمل التربوي هدفاً ووظيفة .

وما أحدثته الثورة العلمية والتكنولوجيا وغيرها من عوامل التغيير الثقافي من إعادة تشكيل الكثير من مفاهيمنا ومعارفنا عن الحياة ، وتقويض اغلب تصورات الإنسان عن ذاته وعن عالمه يعتبر من أهم العوامل التي استدعت إعادة تسليط الضوء على القيم ودراستها .
فالطفرات التي حدثت في أنماط الحياة وأساليبها وما طرأ من مستجدات تقنية في مجال الوسائط السمعية والبصرية وما تحمله من معرفة وثقافة وفكر موجه أو غير موجه , أدى بطبيعة الحال إلى انخفاض قدرة الشباب على التمييز عن ما هو صائب وما هو خاطئ ، مقبول أو غير مقبول , كل هذا ربما احدث تشويشاً اوربما تشويهاً في البنى الأخلاقية والقيمية والمعرفية لدى هذا الجيل .

وهنا يأتي دور المؤسسة التربوية والأسرية والإعلامية في تحصين أبناء هذا الجيل من الانحدار الخلقي والفكري، فالتربية لم يعد دورها يتمثل في حقن ادمغة الطلبة بالمعلومات بل نموهم فكرياً واجتماعيا وخلقياً، فهدف التربية يتمثل في الوصول بالإنسان إلى احترام إنسانيته وقيمه والنهوض بقدراته وإمكانياته وتوظيفها بالشكل الأمثل لخدمة أهدافه وأهداف وطنه وأمته .
والتربية عملية اجتماعية ثقافية ينظر إليها على إنها عملية قيمية سواء عبرت عن نفسها بصورة واضحة صريحة , أم بصورة ضمينة , فنحن بحاجة ماسة لتأصيل القيم وتضمينها في مناهجنا والدعوة إلى الالتزام بنظام متسق للقيم يحكم سلوكنا , فطغيان المادة على كل ما حولها من قيم ومبادئ أدى إلى خلق اختلال في التوازن النفسي والقيمي في داخل الفرد وأصبح لا يسمع إلا صوته ولا يرى إلا ذاته , وسادت النفعية وأصبحت الغاية تبرر الوسيلة .

وتتحمل المؤسسة الأسرية دورها في تعليم القيم كونها الوعاء القيمي الذي يتشرب منه الفرد أولى خصائصه القيمية من قيم دينية واجتماعية وأخلاقية اتفق عليها المجتمع، فالأهل معنيون في مساعدة أبنائهم على تذويت القيم المرغوبة بحيث تنعكس إيجابياً على سلوكياتهم وممارساتهم الحياتية , كذلك تأهيلهم للتكيف مع واقعهم وتجاوز أي مشكلات وصراعات تؤثر على نموهم الخلقي والاجتماعي في ظل المستجدات التي يعاصرونها يوم بيوم .

أما المؤسسة الإعلامية بكل شرائحها المسموعة منها والمكتوبة والمرئية تحمل على عاتقها الدور الأكبر في معالجة كل ما يطرح , معالجة هدفها المحافظة على الهوية الثقافية والدينية والقيمية ، فالأردن شأنه شأن سائر الدول التي تأثرت بالتغيرات العالمية، يتوقع من ابنائه الذين يعايشون هذه التغيرات أن يتبنوا نظاماً قيمياً لا يعتبر جديداً وإنما يعبر عن ما يعايشونه , وهو امتداد لما نشأوا عليه وورثوه , فالمطلوب من مؤسساتنا المعنية أن تأكد على صيانة هويتنا الثقافية والدينية والقيمية، منهجاً وممارسة، فالأردن بحمد الله بفضل ثقافته لا يعاني من انحدار خلقي أو قيمي رغم بعض المظاهر المغايره لقيمنا , فما زلنا متمسكين بتراثنا الديني والاجتماعي، ولا زالت قيّمنا وعاداتنا هي المحركات لسلوكياتنا , ولكن الوقاية خير من العلاج ، فالناس يتعرضون للتيارات الوافدة في عصر يشهد كل يوم دفقاً من التغيرات سواء منها الثقافية والمعرفية والسياسية والخلقية، والتي تستدعي توعية أبناءنا للحفاظ على هويتهم والتعامل مع المستجدات بإقتدار .

تابعوا هوا الأردن على