آخر الأخبار
ticker زين تنظّم بطولتها للبادل بمشاركة 56 لاعباً ضمن 28 فريق ticker أورنج الأردن تختتم مشاركتها في النسخة العاشرة لمنتدى الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ticker نشاط تطوعي لنادي الأرينا وقسم البصريات بجامعة عمان الأهلية في روضة ومدارس اللاتين – الفحيص ticker عمان الاهلية تشارك بفعاليات منتدى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية

الثأر الساخر

{title}
هوا الأردن - يوسف غيشان

قرأت رواية (موسم الهجرة الى الشمال) قبل أكثر من 35 عاما، وقد اهدرت عقدا كاملا من حياتي فيما بعد لأدرك ان الطيب صالح لم يكن يقصد اطلاقا ان يقدم لي صورة البطل القدوة، كما لم يكلف نفسه عناء ادانة ممارسات مصطفى سعيد. بل ترك ذلك للقارئ ...ولم أكن معتادا على ان امتلك الخيار والقرار.

كان يكفي الطيب صالح ان يكتب روايته (موسم الهجرة الى الشمال) ليتربع على عرش العبقرية الأدبية التي اوصلت روايته ليتم اختيارها عام 2002 لتكون من بين أفضل مئة رواية عالمية في تاريخ الإنسانية.

المضحك المبكي في الموضوع ان هذه الرواية التي اعتبرت اول عمل ادبي كبير يتناول الصراع بين الحضارات، حتى قبل التنظير له فكريا من صمويل هنتنجتون في كتابه (صراع الحضارات)..المضحك المبكي ان هذا العمل العظيم قد منع في بلده السودان منذ2007 ، وربما لا يزال المنع ساري المفعول حتى الان، على اعتبار ان الرواية تنتمي الى ادب (البورنوغرافي)..يعني الى الأدب الجنسي !!!!

بوفاة الطيب صالح خسرنا واحدا آخر من جيل العمالقة امثال نجيب محفوظ وعبد الرحمن منيف وجبرا ابراهيم جبرا ومحمد الماغوط ومحمود درويش وغيرهم.... جيل ربما هو في طريقه الى الإنقراض بعد انتهاء عصر العمالقة في كل شي..في الأدب والعلم والسياسة والفلسفة والفكر والفن والموسيقى.....!!

مصطفى سعيد بطل موسم الهجرة من الشمال كان ساخرا كبيرا على طريقته، انه ابن الشعوب المقهورة المستعمرة الذي يترك بلده ويصعد الى عاصمة البلد المستعمر (بكسر الميم طبعا) بحثا عن الثأر ممن أذل شعبه وانتهك بلده وكرامته واستعبده.

لكن مصطفى سعيد كان يبحث عن ثأر ساخر وعدواني ، يصل في نهايته الى القتل ..قتل جين موريس(المكافل الرمزي للآخر المستعمر) التي لا تكف عن الإبتسام للسخرية من البطل ....فينتصر عليها اخيرا بالنجاح في امتلاكها ..ثم قتلها.

هكذا.. ينتصر مصطفى سعيد على المستعمر بالقتل والاعتداء ، كما انتصر المستعمر على بلده بالقتل والاعتداء، ثم يدفع البطل ثمن جريمته بالسجن، بعدها يعود الى بلده ليعيش في قرية صفيرة معزولة حياة مفرطة العادية ، بعد ان تخلص من عقدة المستعمر ليوصي الراوي بأن يحاول ابعاد ولديه ،الذي انجبهما من زواجه بعد العودة، عن الفضول والترحال.

بالمناسبة ، الفتح الجديد الإضافي في عالم الرواية العربية ، ان مصطفى سعيد ..البطل ، لم يكن يحمل ايا من صفات البطولة المنمذجة، لا هو بالقوي ، ولا بالوسيم، ولا بالعبقري، ، بل هو انسان عادي وإشكالي، وانطباعات معارفه اكثرها سلبية ،..انها بطولة عفوية متمردة على الأطر التقليدية الجاهزة.

كل هذا المقال كتبته لأتمنى النجاح للتجربة السودانية الجديدة، وأن يرفع الحظر عن رواية موسم الهجرة الى الشمال.

الدستور

تابعوا هوا الأردن على