التجارب المثلى
بالنسبة لنا تظل التجربة البريطانية في التعليم من أفضل وأرقى التجارب الدولية في هذا القطاع ، وما يزال خريجو بريطانيا من الأردنيين الأكثر ملائمة من حيث العلم والمعرفة لاحتياجات بلدنا من الكفاءات فائقة المهارة في القطاعات جميعها ، ولا أقصد من ظني هذا أي نوع من المقارنة سوى أن العلاقات التعليمية بين الأردن وبريطانيا هي الأقدم والأعمق منذ ما يزيد عن سبعين عاما .
أعلنت المملكة المتحدة إستراتيجيتها الدولية للتعليم " الإمكانات العالمية ، والنمو العالمي " وحملتها الطموحة تحت عنوان " التعليم عظيم " تريد منها تصدير التعليم البريطاني إلى الخارج ، واستقطاب 600 ألف طالب أجنبي حتى العام 2030 ، ولأجل ذلك تضع الإستراتيجية برنامجا تنفيذيا. أكثر ما لفت انتباهي فيه أنه يقترح تعيين مسؤولين يتم تكليفهم بالعمل على فتح الفرص الدولية لقطاع التعليم في المملكة المتحدة ، وربطه بالفرص الخارجية والمساعدة على التغلب على أي تحديات وعوائق أمام التقدم والنمو !
سيتضمن دور مسؤولي التعليم الدولي استهداف المناطق ذات الأولوية لبناء الشبكات الرسمية والعلاقات الشخصية ، يساعدهم على ذلك وفود من مقدمي خدمات التعليم في بريطانيا وخارجها لاستكمال الأدوار التي يقوم بها الوزراء المعنيون على المستوى الرسمي ، وطبعا ستزود هذه الوفود بمعلومات دقيقة من هيئات استشارية من قطاع التعليم ، ومن مسؤولي الفريق التوجيهي للتعليم الدولي .
هذه تجربة مثلى بالنسبة لنا ، سبق أن نادينا بشيء شبيه بها عندما أبدى الجميع قناعتهم بضرورة العمل من أجل استقطاب المزيد من الطلبة العرب والأجانب للدراسة في جامعاتنا الأكثر تقدما من غيرها بالمقارنة مع واقع التعليم العام والتعليم العالي في المنطقة العربية ، وفي الأردن الأكثر استقرارا وأمانا من غيره في المحيط الإقليمي ، ولم نتمكن على مدى سنوات طويلة من مجرد مناقشة الفكرة بصورة عملية ، مع أننا ندرك حجم العائدات المادية للدولة التي قد تصل إلى مليار دينار لو تمكنا من رفع عدد الطلبة الأجانب في جامعاتنا من أربعين ألفا إلى سبعين ألفا على مدى الثلاث سنوات القادمة !
هل نستطيع الاَن وفي ضوء التجربة البريطانية أن نتقدم خطوة إلى الأمام في اتجاه النظر إلى التعليم من هذه الزاوية ؟ في الحقيقة لا أعرف !