العقل السليم
العقل السليم هو عقل وزير الصحة الدكتور سعد جابر، وتبا لكل أولئك الذين يحاولون التقليل من قيمة إدارته لأزمة فيروس الكورونا، الوباء العالمي الذي أرعب المجتمع الدولي كله، وتبا لأولئك الذين يستظرفون أنفسهم، فيتندرون ساعة، ويستهزئون ساعة أخرى، والأسوأ منهم أولئك الذين يروجون الإشاعات والأكاذيب، والخزعبلات لإرعاب الشعب، ويتناسون أن الأردن كان وما يزال من أنجح دول الإقليم في التعامل مع الأوبئة والكوارث، والأمثلة على تلك الحقيقة لا حصر لها لمن يتحلون بالموضوعية والانصاف.
بلا تردد أوجه التحية للوزير، وللفريق المتخصص في إدارة هذه الأزمة الخطيرة، وقد أعجبني جدا الفيديو الذي تشارك فيه الوزير مع زميله سماحة الشيخ محمد الخلايلة، لنشر ثقافة التوقف عن المصافحة بين الناس لأن الفيروس ينتقل عن طريق الملامسة، وعلى مبدأ شرعي لا ضرر ولا ضرار، وفي ذلك تطور يستحق الثناء لحملة التوعية التي تقوم بها وزارة الصحة.
أستطيع أن أفهم من السياق العام للإجراءات المتخذة، أنها تقوم على قدر كبير من التفكير والتخطيط والإدارة الإستراتيجية ، بدليل القراءة الصحيحة لمصادر التهديد الداخلية والخارجية والتصدي لها، وعلى الحوكمة بدليل التشاركية الأكيدة بين جميع الجهات ذات العلاقة، والشفافية في الإبلاغ عن المعلومات والإجراءات المتخذة، والمساءلة في عدم التهاون مع أي شكل من أشكال التقصير، ومعالجة الأخطاء أولا بأول.
نعرف أن احتمالات ظهور اصابات غير الإصابة الوحيدة التي نعرفها، واردة جدا، لأن الوباء الذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه وباء عالمي، يمكن أن يتسرب بطرق عديدة، وأن عزل الدول عن بعضها بصورة تامة ليس ممكنا، ولكن نجاح وزارة الصحة في تحديد المصادر المباشرة التي يمكن أن ينتقل منها الوباء من شأنه أن يضع ذلك التهديد في مستويات يمكن السيطرة عليه، خاصة مع أخذ الاحتياطات اللازمة، وتهيئة الأماكن المخصصة، سواء للعزل أوالحجر الصحي، أو العلاج.
نحن لا نملك الإمكانات المادية التي تملكها غيرنا من الدول الغنية ومنها الصين، التي سأكتب عنها مقالا لاحقا، ولكن العقل السليم في هذه الحالة هو رأس المال الكبير الذي نحتاجة لكي نصل إلى الجسم السليم، أي الأردن وشعبه والمقيمن على أرضه سالما من ذلك الوباء اللعين!