الخفاش في قفص الاتهام
الخفاش او الوطواط اول من تم اتهامه مصدر لفايروس كورونا لان الصينيين يأكلونه، وقد يكون بريئا من هذه الناحية، ولكنه ليس بريئا حتما في شكله القبيح وطبائعه الفريدة من نوعها، هو من مصاصي الدماء، يستخدمه مخرجو افلام الرعب في اللحظات الاكثر اثارة، ولا ننسى أنه حين ينام في النهار لينقض على فريسته في الليل ، يثبت قدمية على أغصان الشجر ، ويدلي رأسه الى الأسفل!
ما اشبهه بالعالم اليوم، وما اشبه العالم به، وقد انقلب راساً على عقب، يقطع الرعب اوصاله ، فيختبئ الناس في منازلهم لا يخرجون منها هربا من الوباء، وكأنه فيلم حقيقي سبق ان رأينا نسخته المصورة في افلام الرعب الامريكية، وهي قلما تنتهي نهاية سعيدة!
ليس مهماً ما اذا كان الخفاش مصدر الفايروس ام لا، المهم انه حاضر في المشهد العالمي كي يرينا وجه الشبه في القباحة التي يعيشها عالم تخلى عن " الحكمة" وعن قيمه الانسانية في كل شيء، فلا شرعية دولية تحترم حق الشعوب في الحرية والاستقلال والتطور والنماء، ولا مرجعية قانونية تحمي الضعيف من القوي الذي يفرض مصالحه بقوه السلاح ، ولا نظاماً اقتصادياً ومالياً يرتكز على اسس صحيحه تمنع انهياره الوشيك، ولا حكماء يملكون القدرة على اعادة صياغة الحياه الانسانية كي تنسجم مع الطبيعة التي سخرها الله لنا، ايماناً به وتسليماً بقدره ومشيئته.
قد يكون الخفاش هذا المرة هو " المطعوم " لعالم مريض الى هذا الحد قد يكون هو الصحوة للفرد والجماعة، والشعوب والدول، ولنظام عالمي جديد يتغير من هيئة الخفاش الى هيئة حمامة السلام، نظام اخذ الدرس والعبرة من فايروس لا يرى بالعين المجردة، علم الدنيا ان في هذه الطبيعه ما هو اقوى من كل اسلحة الدمار الشامل، حين يجعل قادة الدول "العظمى" المتشدقين بعنجهة القوة اعجز من ان يصافحوا زوارهم ، او يلمسوا المسطحات من حولهم ، او حين يصغر احدهم امام صحفية تقول له كفى عنصرية وهو يصف الكورونا بأنه فايروس صيني!
سيظل الخفاش في قفص الاتهام الى أن يبرئ العالم نفسه من تهمة الدناءة والقبح!.