لروح أبي
أبي أربعة أعوامٍ على رحيلك .. ولا زلتُ حتى الْيَوْمَ أقنع نفسي بأنك لا زلت على هذه الأرض .. ولا زلت بيننا .. لم أقتنع يوما بأنك غادرتها .. فأنت حاضر وإن غيبك الموت .. وأنت باقٍ ولو أصبحت تحت الثرى .. كيف لا .. ورائحتك الزكية لا زالت تسكن قلبي .. ولا زالت موجودة في كل زاوية من زوايا بيتك الطيب .. ذلك البيت المخلوطة رائحته كما رائحتك بالهيل والطيب .. كيف لا يا صاحب القلب الأطيب والضحكة الأجمل والمبسم الأكحل .
أبي رسالة لروحك الطاهرة بدايتها اشتقنالك .. أما بعد يا من ربيتنا ودللتنا صغاراً .. وصاحبتنا كباراً .. يا من منحتنا كل شيء رغماً عن أنف الظروف .. يا من منحتنا حبا بحجم الكون .. أبي يا نخوة علمتنا العطاء .. وَيَا شمسا منحتنا الضياء .. وَيَا عزة علمتنا الكبرياء .. أبي يا عفيف اللسان يا نظيف الوجدان .. يا عنوانا للإحسان " اشتقنالك" .
بابا لا زلت اذكر كلماتك في الصباح وأنت تتوضأ وتبدا يومك ب "يا فتاح" .. ولا أنسى كلماتك على العشاء "كلو معي ليصير الأكل زاكي" ولا أنسى عبارتك صباح العيد" أبدو يومكم بشي حلو ليضل يومكم كله حلو " .. أبي منذ رحلت رحل معك كل شيء حلو .. غادرت الطيبة والدعوات الجميلة والحب اللامحدود .. فجر الأول من نيسان عندما رحلت يا عمود البيت غادر معك الحنان والأمان والإطمئنان .. وأصبحت كل الأحداث مجرد ايّام .. خالية من ريحتك وطيبتك وقلبك وحبك .. فلم يعد ربيعنا ربيعا لأنك غادرتنا فيه .
أبي لا زلت أحدثك كما كنت بكل ما يجول في خاطري .. ولا زلت أشاركك فرحي وحزني .. ولا زلت استمد منك الحب والدعم والعزيمة رغم مرارة الفقد .. كنت ولا زلت وستبقى خالداً في وجداني وأمي واخواني وأحفادك ما حيينا .. رحم الله روحك الطاهرة وأسكنك فسيح جناته .