دمكم من الشريان الى الشريان
أيها الفرسان، حصنتكم برب الكون والانسان، فأنتم ملاذنا بعد الله في كل زمان ومكان، أنتم الجنود وعطاؤكم غير محدود وليس له حدود، فالناس يتبرعون بنقود وطرود وغيرها، جميل فعلهم ومباركة همتهم ونخوتهم وتكافلهم، وهذا ديدنهم على مر العصور والأزمان، فهم في بلد كريم وطيب ما توانى أبداً عن إغاثة كل انسان.
وقد تعلمنا أن الشدائد والمحن هي التي تكشف معادن عباد الرحمن، وهنا تستوقفنا المعاني العميقة لصور البذل والعطاء والتضحية للرجال الأوفياء من الجيش العربي والأجهزة الأمنية، فدمكم بلا حساب مادي يذهب من الشريان الى الشريان، وأرواحكم تقدمونها في سبيل حماية الاهل والاوطان
ولا يمكن أبداً أن يحصي قيمتها ومكانتها ورمزيتها قول أو فعل أو برهان، فهي أسمى وأبلغ وأنقى من كل الكلمات، فكل قطرة من دمكم الزكي هي البرهان الحقيقي لإنسانيتكم ووطنيتكم، وترفعكم عن كل الحسابات والأرقام، لأنكم تحتسبون ذلك كله عند الخالق الرحمن، فهو وحده الذي يجازيكم على أفعالكم، فهي أكبر من أن يكافئكم عليها انسان.
فما أجمل وأبهى سُمرة جباهكم وزنودكم وهي تجمع لون الأرض ومعنى الفروسية والعنفوان، وسيبقى دمكم وحده الذي يسري من الشريان الى الشريان، فأنتم المكتوب وأنتم العنوان، فأسأل الله أن يحميكم بكل آيات الدعاء في القرآن.