يطيرُ الحمام
يطيرُ الحمـامُ ويبقى النّــدى .. ويُـدفَنُ في الزّنبقــاتِ الرّدى
وتسمو التّغـاريدُ في شوقهـا .. مُحمَّلةَ العشـقِ حولَ المَـدى
يطيرُ الحمـامُ ، وما غـايتـي .. أطــيرُ ، ولكنّ قلبــي شَـــدا
كأنّي إذا البَــدرُ يَتلـو هـوىً .. وقلبـي مِنَ الشَّــوقِ قَـدْ ردّدا
غريبٌ يَجـولُ على ضِفّـــةٍ .. تنَهّـــدَ مِنْ حَــرِّها الفَــرقَــدا
غريبٌ يَلفُّ الدُّجـى شُرفَتي .. سكــونٌ بَليـــدٌ بَـــدَا سَرمَــدا
فلا الّليـلُ يا صاحبي سامِرٌ .. ولا النّــارُ في كَفِّهـا المَوعِـدا
ولا الفَجرُ هَزَّ سُرُوجُ السّنا .. ولا سَـــادنُ الحُـبِّ قد أرعَـدا
إذا الوَردُ مالَ بِلَحظِ المَهَــا .. خَشيتُ عَلى القَلبِ أنْ يَسجُدا
وإنْ عانَقتني رياحُ الصَّبــا .. وَسَلَّتْ مِنَ الحاجبينِ المُـــدَى
شَهَقتُ المَنونَ وبِي غُصَّـةٌ .. مِنَ العشقِ كالشّوك لا تُحمَـدا
يطيرُ الحمامُ وفَوقَ الـذُّرى .. جَنـــاحـاً يُصَفّـــقُ أو يُنشِــدا
غريبٌ أعيشُ ولي مَوطـنٌ .. مِنَ الياسَمــينِ وَلي مَـولِــــدا
وَلي اليومُ نَبضٌ وَلي غـادَةٌ .. وروحي الجميلةُ لِي مَــورِدا
وبَيني وبينَ الهَـوى ناعسٌ .. كَما الأقـحـــوانـةِ والعَسجَـدا
يشعُّ مِنَ الوجدِ ملء الرُّبى .. ويَعزفُ بالحُبِّ لَحـنَ الغــدا
يطيرُ الحمامُ وَعذبُ الرؤى .. قَوافي الأغــانيَ والمَشهــدا
غريبٌ وللعشْقِ بِي همســةٌ .. صَفــيرُ الحمـــامِ إذا غَـرّدا
أ. عمار البوايزة