المخطط المشبوه
قلنا أكثر من مرة أن هناك مخططاً مرسوماً للمنطقة العربية تقوده كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ومن ورائهم إسرائيل، وهذا يبرز يوماً بعد يوم، وفي قادم الأيام والسنوات ستظهر أمور أخرى حول المؤامرة الكبرى التي بدأت مع الخديعة الكبرى عام 2001، وربما قبل ذلك يعود الأمر لحرب الخليج الثانية.
إن هدف هذه المخططات هو التفوق النوعي العسكري والتكنولوجي لإسرائيل في المنطقة وإدماجها بالتطبيع الكامل، وهيمنتها على المنطقة ومقدراتها، وحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي على حساب الأطراف العربية والحقوق، وهذه وثائق هيلاري كلينتون تثبت أنهم من ساهموا بثورات الربيع العربي، وإنهاء الأنظمة السياسية القائمة، وإشاعة الفوضى الخلاقة، وخلق داعش والقوة الإسلامية كمنظمات وأدوات، والتعاون مع إيران وكيفية إدخالهم للمنطقة وتدمير العراق، وسوريا، واليمن، وليبيا، وغيرها من الدول.
إن إيميلات هيلاري كلينتون السرية تكشف حجم المؤامرة التي تمت بإعلام عربي موجّه وأموال عربية. هناك ما يزيد عن 50 ألف إيميل سري يجري تفريغها ونشرها عن حالة التواطؤ الأمريكي الهادف إلى تدمير المنطقة من أجل تفوُّق إسرائيل وهيمنتها على المنطقة ومواردها، وما صفقة القرن إلا استمرار لهذه المخططات التي تٌنفّذ على أرض الواقع، وسياسات التطبيع الهادفة لإدماج الكيان الصهيوني في المنطقة على حساب الحقوق المشروعة للشعوب.
وباعتقادنا، وفي ضوء الواقع الحالي، فإن المخطط مستمر مهما كان القاطن في البيت الأبيض؛ لأن الحركة الصهيونية العالمية تهيمن على القرار الأمريكي، فما ترامب أو بايدن إلا أدوات ينفذون ما يتلى عليهم من أوامر، وعليه، فإن الواقع صعب والحالة المتردية لنا تدفع بهم للحصول على مزيد من الاختراق والمكتسبات، وما دامت الحال العربية كما هي عليه من حالة الاختراق للعديد من الأنظمة السياسية، واستكانة ورضوخ الشعوب، فإن الصورة ستبقى قاتمة، والمخطط ينفذ بكل يسر وسهولة.