مسرحيات معادة!
تحمل الصحف الإسرائيلية هذين اليومين ادهش ما يمكن ان تسمعه من اضاليل السياسيين. اكبرها ما نشرته «الجيروزاليم بوست» من أن نتنياهو كان سيوافق، قبل ساعات، على الدخول في مفاوضات عريقات - ليفني، بموافقة كاملة على بحث حدود دولة فلسطين.. لولا إعلان المصالحة بين فتح وحماس!!. وتستمر الصحيفة في الاضاليل، بالنفخ في قصة انفراط الائتلاف الوزاري، واقدام نتنياهو على اتخاذ قرارات كانت ستؤدي الى خروج احزاب المستوطنين.. لولا ان فتح لم تتصالح مع حماس. فهذا التصالح قوّى حكومة نتنياهو، وحافظ على الائتلاف الوزاري!!.
ومثل الاضاليل الصهيونية، انتقلت العدوى الى البيت الابيض، الذي اعرب عن «الصدمة» لنبأ المصالحة الفتحاوية - الحمساوية، ودراسة امكانية وقف المعونات التي تُقدم للسلطة الوطنية، فيما بقيت وزارة الخارجية تصر على استمرارها في «عملية السلام» بالرغم من الانباء السيئة. واستعدادها لابقاء الباب مواربا، بدعوتها للمتصالحين الاعتراف مجددا باسرائيل، وبالاتفاقات كلها التي وقعتها السلطة والحكومة الاسرائيلية في اوسلو وغير اوسلو من تراث العشرين عاماً من التفاوض الفارغ!!.
ومثلما تروج الصحف الاسرائيلية لاباطيل الحكومة الاسرائيلية، فان هناك صحف تكشف العداء الكاذب مع حماس، والتفاوض الايجابي مع السلطة وفتح. ففي «هآرتس» نقرأ تحليلاً بالغ الصدق:
- فحزن حكومة نتنياهو في اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى.. لان بعضهم من فلسطينيي المثلث والنقب.. حملة الجنسية الاسرائيلية.. وذلك احرج المفاوض الفتحاوي، واحرج الوسيط الاميركي الذي لم يخف انزعاجه وادانته للسلوك الاسرائيلي.
- وتقول «هآرتس» إن إسرائيل اطلقت الكثير من الاسرى الألف من داخل الخط الأخضر حين بادلتهم بالجندي الإسرائيلي الاسير..
فإسرائيل عملياً «تهشّم السلطة في رام الله، بتأخير اطلاق اربعة اسرى، وتطلق ألف اسير في تعاملها مع حماس، طالما ان غزة تعيش حصارا كاملا.. وخاصة بعد اغلاق كل انفاق غزة. والحصيلة تسخيف السلطة في رام الله، وضرب حماس في غزة!!.
نتمنى ان تكون مصالحة حماس وفتح مصالحة حقيقية قابلة للحياة. وهذا ليس تشكيكاً بها فوضع غزة لا يقل من الناحية السياسية عن ذكاء واعتدال السلطة. فعملية «التهدئة» التي عقدتها حماس عبر المخابرات المصرية.. هي تفاوض ذكي. لانها قادرة على خرقه حين تريد، وقادرة على الرجوع اليه طالما ان المخابرات المصرية تتحمل مسؤولية الوساطة!!.
يستطيع الرئيس عباس تشكيل وزارة «شخصيات وطنية».. لا حمساوية ولا فتحاوية. ويستطيع اجراء انتخابات، ويستطيع الاستمرار في التفاوض.. فهو رئيس السلطة، ورئيس الوزراء ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية. وهو قادر على لبس القناع الذي يريد والذي يوصله إلى.. الدولة بالتفاوض من موقع قوي وبوقف التفاوض من موقع قوي!!.