كيف نقدّر الجيش في عيده
عندما نتحدث عن الجيش فإننا نتحدث عن عاملي ومتقاعدي القوات المسلحة الباسلة والأجهزة الأمنية المختلقة والدفاع المدني ، فالجيش العربي هو سياج الوطن وحامي الحمى والمُرابط على ثرى وحدود هذا الوطن، وهو من حافظ ويحافظ على بقاء العلم مرفوعاً عالياً، ولولا الجيش لما نعمنا بالأمن والأمان ولما كان هنالك هوية أردنية ولا وطن، لذلك فإن هذا الجيش وشهداؤه يستحقون من الوطن تقديم تحية إجلال واحترام لهم جميعاً في هذا اليوم السنوي الكبير والذي خُصص لنستذكرالوقفات البطوليه و ماقام ويقوم به هذا الجيش وجميل من المعنيين أن يكون هنالك احتفال يتحدث عن هذه الوقفات المشرفه و عن هذه المناسبة الوطنية ويدغدغ عواطف العسكر عاملين ومتقاعدين بحيث يكون هذا الإحتفال بمثابة مكمّل معنوي، لكن الأهم من ذلك كله أن يكون هنالك مكملاً غذائياً يسبق ذلك المُكمّل، لأن الغذاء المعنوي عادة ما ينتهي مفعوله بعد ساعات من مغادرة مواقع الإحتفالات في ظل نقص وغياب المكمل الغذائي، فمن غير المعقول أن تذهب بشخص لم يشاهد اللحوم منذ أشهر وتجلسه بجانب مطعم مشاوي وتشحنه بمكملات معنوية وبعد ذلك تودّع ذلك الشخص. أعتقد أن الحكومة باتت مضطرة أكثر من أي وقت مضى للإهتمام بالعسكر عاملين ومتقاعدين لما لهم من دور أساسي ومحوري في مختلف قضايا الوطن ومصيره ومستقبله، وعلى الحكومة أن تنظر إلى العسكر في دول العالم المختلفة وكيف يتم التعامل معهم وتقديرهم وتمييزهم، ولايمكن لوطني أن يعترض على ذلك التمييز بسبب الواجبات الجسام المناطه بأولئك العسكر، فمعظم العسكر الذين يخدمون الوطن ثلاثون عاماً لايشاهدون ذويهم لأكثر من ربع تلك المده، وهم يقارعون البرد القارص وحرارة الشمس، ويحملون أرواحهم على أكفهم ، هل يكافأ العسكر بعدم موافقة رئيس الوزراء على توصيات قائد الجيش في ما يتعلق بالإعفاء الجمركي ، ألا يستحق أولئك العسكر من رئيس الحكومة أن يفكر لهم بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع صندوق النقد الدولي ومع ملف اللاجئين، وهل يتناسى رئيس الوزراء بأنه لايستطيع أن يخرج في واجب أو أن يجلس في مكتبه بأمان لولا تضحيات أولئك الجند من حوله، لماذا يقسى عليهم ولايشعر بهم ولا يفكر في تحسين مستواهم المعيشي. سائلاً العلي القدير أن يعيد هذا اليوم والعسكر والوطن وقائد الوطن في أحسن حال وأهدأ بال، إنه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين