تمسك بطموحاتك و مبادئك لتقهر المستحيل
قرأت على صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي الـ facebook رسالة وردتني من ابني الدكتور عصام , اعجبتني كثيرا و احببت ان انقلها لكم متمنيا ان تنال إعجابكم و استخلاص العبر منها و اخترت لها عنواناً يتناسب و مضمونها بالاضافة الى خاتمة قصيرة كعبرة استخلصتها لروايتنا والتالي نصها :
في عام 1989 ضرب زلزال مدمر أرمينيا، وكان من أقسى زلازل القرن العشرين وأودى بحياة أكثر من خمسة و عشرين ألف شخص خلال عدة دقائق، ولقد شلت المنطقة التي ضربها تماماً وتحولت إلى خرائب متراكمة، وعلى طرف تلك المنطقة كان يسكن فلاح مع زوجته، تخلخل منزله ولكنه لم يسقط، وبعد أن اطمأن على زوجته تركها بالمنزل وانطلق راكضاً نحو المدرسة الابتدائية التي يدرس فيها ابنه والواقعة في وسط البلدة المنكوبة، وعندما وصل وإذا به يشاهد مبنى المدرسة وقد تحول إلى حطام، لحظتها وقف مذهولاً واجماً، لكن وبعد أن تلقى الصدمةالأولى ما هي إلا لحظة أخرى وتذكر جملته التي كان يرددها دائماً لابنه ويقول له فيها: مهما كان ... سأكون دائماً هناك إلى جانبك
وبدأت الدموع تنهمرعلى وجنتيه، وما هي إلا لحظة ثالثة إلا وهو يستنهض قوة إرادته و يمسح الدموع بيديه ويركز تفكيره ونظره نحو كومة الأنقاض ليحدد موقع الفصل الدراسي لابنه وإذا به يتذكر أن الفصل كان يقع في الركن الخلفي ناحية اليمين من المبنى، و لم تمر غير لحظات إلا وهو ينطلق إلى هناك ويجثو على ركبتيه ويبدأ بالحفر، وسط يأس وذهول الآباء والناس العاجزين. حاول أبوان أن يجراه بعيداً قائلين له: لقد فات الأوان، لقد ماتوا، فما كان منه إلا أن يقول لهما:
هل ستساعدانني؟!
واستمر يحفر ويزيل الأحجار حجراً وراء حجر، ثم أتاه رجل إطفاء يريده أن يتوقف لأنه بفعله هذا قد يتسبب بإشعال حريق، فرفع رأسه
قائلاً:هل ستساعدني؟!،
واستمر في محاولاته، وأتاه رجال الشرطة يعتقدون أنه قد جن، وقالوا له: إنك بحفرك هذا قد تسبب خطراً وهدماً أكثر، فصرخ بالجميع قائلا:
إما أن تساعدوني أو اتركوني !!!
وفعلا تركوه، ويقال أنه استمر يحفر ويزيح الأحجار بدون كلل أو ملل بيديه النازفتين بالدماء , وبعد أن أزاح حجراً كبيراً بانت له
فجوة يستطيع أن يدخل منها فصاح ينادي: (ارماند)، فأتاه صوت ابنه يقول:
أنا هنا يا أبي، لقد قلت لزملائي، لا تخافوا فأبي سوف يأتي لينقذني وينقذكم لأنه وعدني أنه مهما كان سوف يكون إلى جانبي.
مات من التلاميذ 14، وخرج 33 كان آخر من خرج منهم (ارماند)، ولو أن إنقاذهم تأخر عدة ساعات أخرى لماتوا جميعا، والذي ساعدهم على المكوث أن المبنى عندما انهار كان على شكل المثلث.
نقل الوالد بعدها للمستشفى، وخرج بعد عدة أيام وهو اليوم متقاعد عن العمل يعيش مع زوجته وابنه المهندس (ارماند) الذي أصبح هو الآن الذي يقول لوالده: مهما كان سأكون دائماً إلى جانبك...
إن تحقيق هدفك في الحياة بحاجة إلى مزيد من العزيمة، و قوة الإرادة و الثقة بالنفس ، لذا يجب عليك أن تكون قوي الإرادة لتحقق طموحاتك العظيمة بالتمسك بمبادئك ، ولكي يكون لك معنى وبصمة في حياتك.
قال الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله " لو أن رجلاً وقف أمام جبل وعزم على إزالته، لأزاله "
و لكم بالغ تحياتي و تقديري أملاً أن تكونوا قد استخلصتم منها عبراً كثيرة