التدخل الأميركي في العراق "فريضة" وفي سورية حرام
كل الصراخ والعويل والتجريم والتخوين بحق التدخل الدولي لوقف المجازر التي يتعرض لها الشعب السوري تحوّل إلى صمت عندما تعلق بالتدخل الأميركي لإنقاذ نوري المالكي. لا سماحة المرشد ولا سماحة السيد ولا ميشال سماحة لهم حساسية تجاه القوات الأميركية. مع أن العراق "شيعيا" يضم المراقد المقدسة التي يفترض أن تظل مصانة أرضا وسماء من دنس الشيطان الأكبر.
أكثر من الصمت ثمة رقصة غواية جماعية تلحظها في تصريحات روحاني ومؤتمرات المالكي وندوات الفضائيات "المقاومة" وتسريبات الصحف الحليفة، وفبركات المواقع الألكترونية التابعة للجيش الإلكتروني السوري الإيراني، في الرقصة الجماعية ثمة من يرقص بفجور وفضيحة ويطالب أميركا بضرب الإرهاب في العراق وسورية وثمة من يرقص بغنج وغموض ويقصر التدخل الأميركي على الخبراء والمستشارين والضربات الجوية وخصوصا بطائرات الدرونز ( بدون طيار)، لكن لا احد يشذ عن الإيقاع ويقول من باب التمويه وتبادل الأدوار إن المالكي وجبهة المقاومة قادرة على حماية العراق من خطر الأرهاب، جيش عراقي بعقيدة طائفية أنفق عليه أكثر من 25 مليارا، وفيلق القدس وجيش المهدي وحزب الله وعصائب قيس الخزعلي والحوثي .. كل هؤلاء يفترض أنهم قادرون على هزيمة عصابة البغدادي وبقايا البعث!
التدخل الأميركي ليس أول مرة يكون فريضة، في الحرب العراقية الأميركية كان كذلك من خلال صور الأقمار الصناعية التي ترصد الجيش العراقي وفي صفقة الكونترا أيضاً، وفوق ذلك بعد احتلال الكويت وفرض الحظر الجوي على مناطق الجنوب كان فريضة أيضاً، والطائرات الأميركية كانت تقوم بمهمة مقدسة لحماية المقدسات وقتها استكمالا لتحرير الكويت، وفي احتلال العراق وأفغانستان بشراكة إيرانية كان التدخل الأميركي فريضة. وعندما دنست دبابات الإنجليز والأميركان أرض المراقد لم يدع لمقاومتهم مجرد دعوة، ولم نشهد حركة التطوع للدفاع عن مرقد زينب في سورية، وكأن آل البيت في سورية يرفضون الأميركان وفي العراق يرحبون بهم!
ما هو أقدس من مكة المكرمة، بحسب نص الحديث، هو حياة الناس، فزوال السماوات والأرض أهون من سفك الدم، وكان المفروض أن يتدخل العالم أجمع لحماية السوريين من الجرائم التي لم تتوقف بالكيماوي والبراميل، ولو فعل العالم ذلك لما ظهرت كل الفصائل المتشددة بما فيها دولة العراق والشام الإسلامية التي تأسست بعد تخاذل العالم لا بل تورطه في قتل السوريين.
داعش ولدت بعد قتل اكثر من مئة ألف سوري على يد النظام الطائفي وحلفائه من حزب الله إلى لواء أبو الفضل إلى الحوثيين. وبعد تخلي العالم عن سنة العراق الذين تعرضوا لحرب طائفية أيضاً. تحتفل داعش اليوم بالتصريحات الأميركية الداعمة للمالكي، وهي بانتظار الأميركيين في بغداد مجددا. البغدادي بحسب الصحافة الأميركية قال للأميركيين بعد الإفراج عنه "نلتقي في نيويورك" اليوم يلتقون مجددا في بغداد.
والسؤال البسيط لو تسلل مطلوب داعشي من العراق الى سورية هل ستكمل طائرة الدرونز الأميركية تتبعه ام تتوقف؟ وهل يجوز شرعا أن يقتل في الحد السوري؟ أفتونا يا فقهاء المقاومة مأجورين!