آخر الأخبار
ticker مدعي عام كاليفورنيا: سنقاضي إدارة ترامب بسبب نشر الحرس الوطني ticker روسيا: نجاح عملية تبادل أسرى حرب مع الجانب الأوكراني ticker الملك يلتقي ماكرون ويؤكد الحرص على توطيد العلاقات مع فرنسا ticker مقتل خمسيني طعنا وإصابة 3 خلال مشاجرة في مأدبا ticker السلامي: اللاعبون الأكثر جاهزية سيلعبون امام العراق .. والتعمري مصاب ticker 963 عقارا تملكها غير الأردنيين منذ مطلع العام بانخفاض 13% ticker طلائع قوافل الحجاج تصل إلى حدود المدورة ticker حسان في عيد الجلوس: هنيئاً لنا بكم سيدي ticker الملك يشارك في المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات بفرنسا ticker الأردنيون يحتفلون بالذكرى الـ 26 لعيد الجلوس الملكي ticker الأسواق الأوروبية تغلق على انخفاض مع ترقب محادثات التجارة بين أميركا والصين ticker اكثر من 300 مليون سائح دولي في العالم خلال 3 أشهر ticker تراجع طفيف للجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو ticker الأشغال: مشاريع طرق بـ 97 مليونا تعكس رؤية الملك للتنمية المستدامة ticker كندا تتبنى نظام التمويل الإسلامي ticker الأسهم الآسيوية ترتفع والهندية لأعلى مستوى في أكثر من 7 أشهر ticker بعثة الحج العسكرية تصل إلى أرض الوطن ticker الملكة رانيا : "تي شيرت" المنتخب زي رسمي هاليومين ticker الآلاف يقضون العيد بالتنزه في إربد ticker ولي العهد للملك: دمت يا سيدي رمزاً للفخر والعزة

غزة.. ليست المقاومة التي نعرفها

{title}
هوا الأردن - فهد الخيطان

هذه ليست المقاومة التي عهدناها في غزة من قبل؛ فقيرة بقدراتها التكتيكية، وعاجزة عن مفاجأة العدو بعمليات نوعية، ومجرد درع هش ينهار مع أول طلعة للطيران تحصد قادة الصف الأول. ثمة تغيرات جوهرية في أداء كتائب المقاومة الفلسطينية، وتطورا نوعيا في تكنيك حرب العصابات، يشبه إلى حد كبير ما قدمه حزب الله في مواجهاته مع إسرائيل.
سيرد بعضنا بالقول: وما الفائدة؛ آلة العدوان الإسرائيلي تذبح الآلاف من المدنيين؟ هذا صحيح، لكن في الحروب السابقة قتلت إسرائيل الآلاف من الفلسطينيين الأبرياء أيضا، ولم تخسر سوى القليل.
لسنا في باب المقارنة، فإسرائيل قادرة على القتل باستمرار بفعل تفوقها العسكري. ما يعنينا هنا هو التطور الحاصل في قدرة المقاومة الفلسطينية على تكبيد إسرائيل خسائر نوعية، وإدارة المواجهة معها باحترافية لم تتوفر سابقا، والأهم أخذ زمام المبادرة، والتفوق على إسرائيل في صدقية الرواية الإعلامية.
لم تكن وسائل الإعلام؛ عربية وأجنبية، تأخذ على محمل الجد في السابق بيانات المقاومة عن خسائر العدو. وهذه المرة، تعاملت بداية الأمر بحذر مع ما أعلنته كتائب القسام من حصيلة لقتلى الجيش الإسرائيلي في أول أيام الغزو البري، وظل إعلاميون يترقبون صدور التصريحات الإسرائيلية. والمفاجاة أنْ اعترفت إسرائيل بصحة المعلومات عن خسائرها التي أعلنتها من قبل المقاومة في غزة.
وأسر الجندي الإسرائيلي كان مثالا آخر؛ فبعد إعلان كتائب القسام اسمه ورقمه العسكري، سارع مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة إلى نفي الخبر. لكن وبعد أقل من أربع وعشرين ساعة، اعترفت إسرائيل بفقد أحد جنودها في غزة.
قطاع غزة بقعة صغيرة مكتظة بالسكان، ومكشوفة لقوات الاحتلال الإسرائيلي بما يملك من تقنيات تساعده على رصد كل شيء فوق الأرض وتحتها، ناهيك عن شبكة العملاء الميدانيين الذين يزودون الاحتلال بأدق التفاصيل. رغم ذلك كله، بدت قوات الاحتلال وهي تتقدم برا نحو غزة، وكأنها تدخل القطاع لأول مرة؛ كمائن محكمة في الطريق توقع خسائر فادحة في صفوفها، وأنفاق تمر بها الشاحنات، تمكّن المقاتلين من التسلل خلف خطوط العدو والعودة بسهولة.
بعد أكثر من أسبوعين على القصف الجوي المركز، ما تزال المقاومة قادرة على إطلاق صواريخ محلية الصنع على إسرائيل. صحيح أن تأثيرها محدود للغاية، لكنها مؤشر على قدرة الفاعلين المحليين على إدامة العمليات تحت القصف الجوي والبري. لم يكن هذا يحدث من قبل؛ ففي العدوان الأخير قبل سنتين، كان بوسع قوات الاحتلال شق طريقها بسهولة، وتقسيم القطاع إلى ثلاثة أجزاء، وأن تنفذ فيه ما تريد من عمليات قتل واعتقال.
واضح أن حركة حماس على وجه التحديد قد استثمرت على نحو فعال الوضع المنهار في عدة دول، لإدخال كميات كبيرة من السلاح، وتدريب مقاتليها في الداخل والخارج لرفع كفاءتهم القتالية.
إن أسر جندي إسرائيلي للمرة الثانية ليس بالأمر السهل، وقد يغيّر هذا التطور من سير الأحداث. ويمكن للسياسيين استثماره للوصول إلى وقف للقتال بشروط عادلة للجانب الفلسطيني.
خلاصة القول؛ إن المعادلة تغيّرت في غزة. الناس هناك لم يعودوا على استعداد للموت هكذا من دون ثمن.

تابعوا هوا الأردن على