نتنياهو.. أنت تُقدّم رأس إسرائيل للمقصلة
ككاتب أردني وطني إسلامي عروبي، أوجّه رسالتي هذه لرئيس حكومة 'إسرائيل'، مع يقيني أن الحكومة الاسرائيلية لا تلتفت إلى نصائح غير الاسرائيليين وغير اليهود، فثمّة معتقدات وأوهام 'فوقية' تُحرّك الدولة العبرية، وتُوجِّه سياساتها، ومع ذلك رأيت أن أوجّه لنتنياهو هذه الكلمات القلائل، علّها تلقى شيئاً من اهتمامه واهتمام حكومته، وأقول له بأن مشهد أطفال وشوخ ونساء غزة المضرّجين بدمائهم، ومشهد القتل والتدمير التي تمارسه آلة الحرب الإسرائيلية بات يتخذ مساحة مهمّة في أذهان أكثر من 200 مليون طفل عربي، ويرسخ في ذاكرتهم، وأن هذا المشهد يضغط على أعصاب وعقول وأفئدة هؤلاء الأطفال، ويحكي قصة 'إسرائيل' دموياً وهمجيّاً وعدوانياً، تجرّ آلة حربها لتقتل وتدمّر بلا حساب، دون أن تُفرّق بين مدني أعزل ومقاتل يدافع عن أرضه وكرامته..!
سوف تواجه 'إسرائيل' جيلاً عربياً معبّأً بالكامل ليس فقط ضدّ سياساتها وممارساتها الدمويّة، وإنما ضد وجودها، ولن يكون بمقدور كل سياسات العالم ومنظّماته ومؤتمراته أن تغيّر هذه الصورة التي بدأت تنطبع بوضوح تام في أذهان جيل كامل من أطفال العرب..!!
وأسأل نتنياهو ومعه قادة إسرائيل ولفيف مخططي سياساتها ومستقبلها: هل لإسرائيل قدرة على مواجهة أجيال عربية ناشئة مُعبّأة ضد وجودها..؟! ومنْ الذي عبّأها، ليست حماس ولا حركات التحرر العربي المتردّدة، ولا الأنظمة العربية الخائفة، وإنما الذي عبّأها هو إسرائيل نفسها، هم أنتم قادة إسرائيل الذين ما فتئتم تغمسون أيديكم بدم العرب، ودم أهل الأرض الأصليين من الفلسطينيين..!
إذا كانت إسرائيل اليوم مغرورة بقوتها العسكرية ودعم حلفائها في الغرب، فإن هذا وذاك، لن ينفعها حين تجد نفسها معزولة أمام نظرة عداء حاشدة وشديدة من جيل عربي بعشرات الملايين، جيل بدأ يضع نصب عينيه فكرة محو إسرائيل من الوجود..! هل تستطيع إسرائيل وهل يستطيع الاسرائيليون العيش في حالة خوف دائم، ورعب دائم وهم محاطون بسياج ملتهب قد يتداعى عليهم في أي لحظة ويحيلهم إلى رماد..!
ما تستمرىء بفعله اسرائيل وقادتها، وما يستمرىء بفعله نتنياهو أقرب ما يكون إلى تقريب رأس إسرائيل إلى المقصلة عاجلاً كان أم آجلاً.. أجلاً محتوماً ناجماً عن ممارسات تنكيل وإغراق في الدمويّة والفوقية، دون أدنى نظرة إلى المستقبل..!!
أقول لنتنياهو: إحذر أنت تُقدّم رأس 'إسرائيل' للمقصلة..!!