طرد السفير الاسرائيلي
تحدث دولة رئيس الوزراء وبين للشعب الاردني ان طرد السفير وسحب السفير قضية سهلة جدا جدا ولكن السبب المهم الذي يمنع الحكومة من طرد السفير الاسرائيلي هو انه لا يريد الاضرار بالشعب الفلسطيني لان السفراء يقدمون للشعب الفلسطيني خدمات جليلة واعتقد هنا ان دولة الرئيس غير مقتنع تماما بما تفضل به ولكنه لا يمتلك الا ان يتحدث بهذه الطريقة فكم من الدول المتجاورة لا يوجد بينها علاقات دبلوماسية ولكن شعوبها تمارس حياتها كالمعتاد فهنالك الهلال الاحمر وهنالك الصليب الاحمر وهنالك منظمات وهيئات واتفاقيات دولية تحكم هذه الحالة و تقوم باعمال السفراء لا بل افضل لذلك لم تعد هذه المسرحية مقنعة لا للشعب ولا حتى للحكومة ولو ان مبررات دولة الرئيس كانت صائبة لما كان هنالك اي عملية طرد لاي سفير في اي من دول العالم لان جميع الدول لها جاليات منتشرة على بقاع الارض وبحاجة لمن يرعى مصالحها واود ان اذكر دولة الرئيس ايضا انه وفي حال قررت الحكومة طرد السفير الاسرائيلي فان حجم الضرر الذي سيقع على العدو الصهيوني سيكون اكبر بكثير من حجم الضرر الذي سيقع على الفلسطينيين يضاف الى ذلك ان قضية الحرب على غزة وهي الاهم ستأخذ منحى جديد لدى دول العالم وسيتسبب ذلك بحرج كبير لاسرائيل وبذلك تكون عملية طرد السفير الاسرائيلي بمجملها وخيرها افضل بكثير للشعب الفلسطيني وللحرب على غزة من الابقاء على السفراء وليس كما تفضل به دولة الرئيس مؤخرا , ان الحكومات التي تراعي شؤون شعبها جيدا عادة ما تدرس وتتحسس التوجه العام للشعب وتتبناه وتتخندق خلفه حتى في الحالات التي قد تسبب لها حرجا مع الحلفاء لان اي قرار يجمع عليه اغلبية الشعب عادة ما يكون قرار صائب ويمنح الحكومة قوة ومنعه ويؤمن لها غطاءا منيعا ضد اية عقبات قد تعترضها ولكن حكومتنا الرشيدة لم نلحظ في يوم من الايام انها تراعي هذه الناحية بالتحديد بل على العكس عادة ما تذهب بعكس توجه الشارع وتخالف التوجه الوطني العام باستثناء حالات كانت قد حدثت قديما عندما كان قد تدخل فيها المغفور له رحمه الله حيث تخندق خلف توجه الشعب لانه رحمة الله عليه كان يعلم ومتيقن تماما من ان اجماع الشعب هو الاقوى والابقى من ذلك الدعم الكرتوني لدول التحالف فنحن لم نشهد ولم نلمس حتى هذا التاريخ اي دعم غربي قريب من او يوازي تلك التنازلات التي قدمتها الحكومات المتعاقبة للاخرين من حساب رصيد الوطن والمواطن والتاريخ والامة بل اننا لم نجني من تلك التحالفات سوى الفقر والبطالة والمديونية وضنك العيش والسمعة الغير طيبة ولو ان الحكومات المتعاقبة كانت قد اتقنت فن التفاوض وكانت صادقة وامينة ونزيهة في ادارة شؤون البلاد لما كان وضع الدولة الاردنية بهذا التردي وهذا السوء سائلا العلي القدير ان يحمي الاردن ويحمي شعبه ويلهم الحكومة السير مع توجهات الشعب الاردني العظيم انه نعم المولى ونعم النصير.
العميد المتقاعد بسام روبين