أين أنت من مهرجان الخمور يا صاحب الولاية
قال النبي صلى الله عليه وسلم: )) من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان ((صدق رسول الله
دولة الرئيس الأفخم
نبلغك بأننا نرفض وبشدة أن يدخل على مجتمعنا الأردني مثل هذه المهرجانات التي نسمع بها كل يوم، المجتمع الأردني المحافظ على عاداته وتقاليده والمتمسك بعقائده وتعاليم دينه لا يمكن أن يقبل مثل هذه التصرفات غير الواعية فعندما كانت الصواريخ تدك غزة وتساوي بناياتها في الأرض خرجت علينا مثل هذه المهرجانات التي تصدر عن فئة قد لعب الفكر الغربي بعقولهم وسيطر على تفكيرهم معتقدين بأنهم متطورون، ومنفتحون على العالم، وأن هذه الفعاليات تجعل منها أساساً للحضارة والمدنية، وهم في حقيقة الأمر مجموعة تعيش في وهم التقليد ومحاولة تفريغ فراغهم بتصرفات أقل ما يمكن أن يصفها مجتمعنا بأنه ساذجة و"قلة حياء".
يا من يدعي بأنه صاحب الولاية
أرجو أن اذكرك يا دولة الرئيس بقول الرسول صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) وانت صاحب الولاية ورئيس السلطة التنفيذية البطل الهمام في رفع الأسعار واتخاذ القرارات الصعبة والصارمة التي تصيب أهم حاجات المواطنين وتتعلق بقوت يومهم، أين أنت عن مثل هذه الانتهاكات الخطيرة التي ينوي البعض أقامتها في الأردن؟ وهل حاسبت من قاموا بمهرجان الألوان قبل أسابيع؟ لا يوجد كلام يعبر في هذا المقام إلا أن نقول لك أتقي الله وكن على قدر المسؤولية وإلا فأرحل ودع من هم أهلاً لهذا المكان أن يعتلوه ممن يخاف على هذا الوطن.
إن مثل هذا المهرجانات يا دولة الرئيس تهدف إلى تشويه الأخلاق المجتمعية والتي تعطي فرصة للجماعات المتطرفة بالقيام بأعمال من شأنها زعزعة أمن واستقرار وطننا الحبيب متحججين بانتشار الرذيلة والصمت الرسمي عليها.
دولة الرئيس كم أخجل أن أنتقدك بأمر كهذا وقد صليت خلفك لمرات عديدة عندما تزاملنا في المجلس النيابي السادس عشر وكنت معارضاً شرساً وكنت تصفني بأنني عدو الديمقراطية. ورغم ذلك فأنا اعرفك رجلاً ملتزما تعرف الله وتقييم حدوده، ولكن لعنة الله على السياسة النتنة التي تجعل البعض يتخلون عن قيمهم وعاداتهم من أجل أرضاء جهات أو دول أو حتى مراعاة شعور بعض منظمات الحريات وحقوق الإنسان، تلك المنظمات التي أغمضت عيونها عن القتل والدمار في غزة، أتقي الله وأنت المسؤول أمام الله وأمام المواطنين وأمام التاريخ.
كما أنني ادعو من يريد عمل هذا المهرجان لاقامة في الدائرة الثانية في عمان لكي يُعلمه الشرفاء في هذه المناطق كيف تكون أخلاق الأردنيون وليعطوهم درساً قاسياً لعلهم يتأدبون بعده، فنحن لن نسمح لشرذمة كهؤلاء أن يقوموا بمثل هذه الساخافات في بلد الحشد والرباط التي دفن بأراضيها أكثر من 45 ألف صحابي رضوان الله عليهم جميعاً.
اللهم إني قد بلغت، اللهم فأشهد
النائب المحامي
يحيى السعود