حروب الجيل الرابع "الجزء 3"
: الجيل الثالث .
وهو ما تعارف على تسميته بالحرب على الإرهاب حيث شهدت هذه المرحلة استراتيجية عسكرية جديدة فبعد أن كانت الولايات المتحدة تستند على قرارات مجلس الأمن وموافقة الأمم المتحدة على تشكيل إئتلاف من جيوش الدول المختلفة وشن هجمات عسكرية بدءا بشن الهجوم على الجيش العراقي بهدف تحرير الكويت عام 1991 إلا أن الولايات المتحدة قد أخذت زمام المبادرة بعد أحداث الحادي عشر من أيلول دون الحاجة إلى شرعية القرارت من مجلس الأمن الدولي حيث بادرت بالغزو الأمريكي لأفغانستان بهدف القضاء على نظام طالبان والقاعدة وأتبعته بإحتلال العراق وإنهاء نظام الرئيس صدام حسين.
وكما ذكرنا في السابق فإنه لا يمكن تحديد البدايات لكل جيل من الحروب لا سيما وأن الجيل الثالث قد شهد في صبيحة 4/8/1990 قيام القوات العراقية بإجتياح الكويت وإحتلالها عسكريا وبتاريخ 9/8/1990 أعلنت الحكومة العراقية عن ضم الكويت بإعتبارها المحافظة 19 من محافظات العراق . وبعد إحتلال لمدة سبعة أشهر قامت الولايات المتحدة باستصدار قرارت تضفي الصبغة الشرعية على القوات الأمريكية وقوات الحلفاء عن طريق الأمم المتحدة وبالذات عن طريق مجلس الأمن الدولي حيث صدرت سلسلة من القرارات رقم 660 يطالب العراق بالإنسحاب من الكويت وقرار رقم 661 بفرض عقوبات اقتصادية شاملة على العراق وقرار رقم 678 الذي يتيح استخدام القوة ضد العراق إذا لم تنسحب القوات العراقية خلال 15 يوما من الكويت .
بتاريخ 17/1/1991 بدأت قوات التحالف المكونة من 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة منها 9 دول عربية تحت غطاء الأمم المتحدة حيث تركز الهجوم البري والجوي على الكويت والعراق وأجزاء من المناطق الحدودية مع السعودية . وقامت القوات العراقية بالرد عن طريق إطلاق عدد من الصواريخ على إسرائيل والعاصمة السعودية الرياض وبتاريخ 26/2/1991 بدأ الجيش العراقي بالإنسحاب بعد أن أشعل النار في حقول النفط الكويتية وتم تشكيل خط طويل من الدبابات والمدرعات وناقلات الجنود على طول المعبر الرئيسي بين العراق والكويت وقامت قوات التحالف بقصف القطاعات العسكرية العراقية المنسحبة مما أدى إلى تدمير ما يزيد على 1500 عربة عسكرية . وبتاريخ 27/2/1991 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب عن تحرير الكويت وهزيمة الجيش العراقي وبتاريخ 28/2/1991 تم الإعلان عن وقف الحرب وهي التي عرفت تحت اسم حرب الخليج الثانية .
إستيلاء طالبان على الحكم في أفغانستان:
لقد بدأت الحرب الأهلية الأفغانية عام 1989 بعد انسحاب القوات السوفياتية من أفغانستان بعد إحتلال دام عشرة أعوام من عام 1979 حتى عام 1989 وخلال هذه الفترة التي شهدت إنتهاء حكم نجيب الله وبداية رئاسة برهان الدين رباني عام 1992 شهدت أفغانستان بدء المعارك المسلحة بين شاه مسعود والجنرال دوستم . وفي عام 1994 ظهرت الخلية الأولى لحركة طالبان وقام طلاب المدارس الدينية بمبايعة الملا محمد عمر أميرا لهم وبتاريخ 5/11/1994 شهدت أفغانستان أقسى المعارك الأهلية بين مختلف التشكيلات والتنظيمات حتى تمكنت في نهاية المطاف طالبان من الإستيلاء على الحكم بتاريخ 25/5/1997 وكانت الباكستان أول الدول التي اعترفت بحكومة طالبان .
لقد عاش أسامة بن لادن في أفغانستان مع أعضاء آخرين من تنظيم القاعدة وأقاموا معسكرات تدريب لأعضاء القاعدة بالتحالف مع طالبان . وقاموا بتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية ضد أهداف أمريكية كان أبرزها
1: بتاريخ 26/2/1993 تم تفجير سيارة مفخخة في كراج بناية مركز التجارة العالمي في نيويورك وأسفر هذا الإنفجار عن مقتل 6 أشخاص وإصابة المئات من الأشخاص وحسب تصريحات وكالة المخابرات الأمريكية فإن الذي قام بتنفيذ هذه العملية هو المواطن الكويتي رمزي يوسف من أصول باكستانية والذي دخل الولايات المتحدة بجواز سفر عراقي وهو ابن أخ خالد شيخ محمد أحد قيادييي منظمة القاعدة والذي تم القبض عليه في الباكستان عام 2003 .
وحسب نفس المصدر فإن رمزي يوسف قد تعاون مع الأمريكي من أصول عراقية عبد الرحمن ياسين لوضع السيارة المفخخة في كراج مركز التجارة العالمي في نيويورك وكانت تحمل ما زنته 600 كغم من مادة تي إن تي حيث انفجرت في تمام الساعة 12:17 ظهرا بتوقيت نيو يورك وتمكن يوسف رمزي من الهرب إلى الباكستان بعد ساعات من العملية وتم إلقاء القبض عليه بتاريخ 7/2/1995 وحكم عليه بالسجن المؤبد من قبل محكمة امريكية وهو حاليا في أحد سجون ولاية كولورادو أما بالنسبة إلى عبد الرحمن ياسين فهو من مواليد الولايات المتحدة لأبوين عراقيين ويعتقد أنه موجود حاليا في العراق وهو على لائحة المطلوبين من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي .
2: بتاريخ 7/8/1998 تم تفجير سفارتي الولايات المتحدة في كل من دار السلام عاصمة تنزانيا وفي مدينة نيروبي عاصمة كينيا وتم إتهام منظمة القاعدة بتنفيذ هاتين الهجمتين اللتين أسفرتا عن 225 قتيل وجرح آلاف الأشخاص وكانت هذه الهجمة هي التي أدت إلى إنتشار إسم أسامة بن لادن على النطاق العالمي وقام الرئيس الأمريكي بيل كلنتون بإصدار أوامره بتاريخ 20/8/1998 بقصف أهداف في السودان وأفغانستان بصواريخ توما هوك وكان من بينها مصنع الشفاء للأدوية في الخرطوم .
3: بتاريخ 12/10/2000 تم تنفيذ عملية انتحارية على إحدى المدمرات البحرية الأمريكية ( يو إس إس كول ) وهي راسية في ميناء عدن في اليمن في تمام الساعة 11:18 قبل الظهر بتوقيت عدن بواسطة قارب اصطدم بالسفينة محدثا انفجارا بطول 12 مترا على جانب السفينة حيث أوقع الإنفجار 17 قتيلا من الملاحين وإصابة 39 بجروح وتم فيما بعد التعرف على منفذي العملية وهما إبراهيم الثور وعبد الله المساواة أعضاء من منظمة القاعدة .
وفي عام 1999 أصدر مجلس الأمن قرار رقم 1267 وأتبعه بإصدار قرار رقم 1333 عام 2000 الداعي إلى تطبيق عقوبات إقتصادية وحظر تصدير معدات عسكرية على طالبان لحثها على تسليم بن لادن وإغلاق معسكرات تدريب أفراد القاعدة ومعسكرات تدريب الأطفال .
4: الحادث الذي تسبب في إشعال الحرب على الإرهاب . تحطم برجي مركز التجارة العالمي في نيو يورك بتاريخ 11/9/2001 في صبيحة يوم الثلاثاء الموافق 11/9/2001 استفاق المواطنون الأمريكيون على شاشات التلفزيون لمختلف المحطات وبالذات قناة ( سي إن إن ) حيث كانت تستهل نشرة الأخبار الصباحية في تمام الساعة التاسعة صباحا بتوقيت نيويورك بأخبار طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 11 والتي أقلعت من مطار بوسطن قد غيرت مسارها وتحطمت في البرج الشمالي لمركز التجارة العالمي في تمام الساعة 8:46 صباحا وتم إيصال الخبر إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش وهو في طريقه لزيارة إحدى المدارس الإبتدائية في ولاية فلوريدا .
وبعد دقائق قليلة أي في تمام الساعة التاسعة وثلاث دقائق شاهد الشعب الأمريكي من فوق شاشة التلفاز طائرة ثانية تابعة للخطوط المتحدة رحلة رقم 175 القادمة من بوسطن تتجه نحو البرج الجنوبي لمبنى مركز التجارة العالمي وتخترقه لتعلو النيران في البرجين وترتفع أصوات الإنفجارات وتم إبلاغ الرئيس الأمريكي بخبر الضربة الثانية ولكنه فضل الإستمرار في قراءة قصة ( عنزاتي الأليفة) مع تلاميذ المدرسة الإبتدائية .
ولقد شاهد الشعب الأمريكي البرج الجنوبي وهو يتهاوى مخلفا سحب الغبار الأسود وصرخات الناس تتعالى وبعدها بدقائق تم الإعلان عن تحطم طائرة الخطوط الجوية الأمريكية رقم 77 إثر إرتطامها بمبنى وزارة الدفاع الأمريكية ( البنتاغون ) في تمام الساعة التاسعة وثلاثة وأربعين دقيقة وبعدها بدقائق تم الإعلان عن سقوط وتحطم طائرة الخطوط المتحدة رقم 93 في بنسلفانيا بعد خطفها . لقد عاش الشعب الأمريكي حالة من الهلع والخوف حيث اعتقدوا أن حربا قد وقعت وأن الهجوم قد بدأ على الولايات المتحدة .
ولقد تتابعت الأخبار من قيام الحرس السري الأمريكي بإخلاء البيت الأبيض ومن ثم الإعلان عن إخلاء مبنى الأمم المتحدة وكافة المباني التابعة له . وتم الإعلان عن تحويل مسار الطائرات المختلفة المتوجهة إلى الولايات المتحدة إلى كندا وكانت طائرة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن في ذلك اليوم في طريقها من لندن إلى الولايات المتحدة .
وبعد الإعلان عن تحويل مسار الطائرات تم تسليط الكاميرات في بث مباشر لنقل وقائع سقوط البرج الشمالي وسط صيحات المواطنين ورجال الإطفاء .
وبدأت البيانات المختلفة تتوالى وتم إخلاء المباني الحكومية في واشنطن من موظفيها وتم إغلاق كافة الأنفاق والجسور التي تربط مدينة نيويورك بولاية نيو جيرسي .
وفي تمام الساعة الواحدة وأربع دقائق بتوقيت نيويورك قام رئيس الولايات المتحدة جوج بوش بالإعلان من قاعدة باركس ديل الجوية في ولاية لويزيانا أنه قد تم إتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة وتم وضع القوات الأمريكية في كافة أرجاء العالم في أقصى حالات التأهب والإستعداد لمجابهة أي طارىء وتم الإعلان عن فرض حالة الطوارىء في العاصمة الأمريكية . كما أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية مجموعة من الأوامر العسكرية لتحريك خمس مدمرات وإثنتين من حاملات الطائرات بالتوجه من ميناء نورفولك لحماية الشواطىء الشرقية للولايات المتحدة حيث توجهت حاملة الطائرات جورج واشنطن وحاملة الطائرات جون ف كنيدي إلى شواطىء مدينة نيويورك . وتم الإعلان عن مغادرة طائرة الرئاسة الأمريكية لقاعدة باركس ديل إلى قاعدة جوية في ولاية نبراسكا وتم منع كافة الطائرات من التحليق فوق المجال الجوي حتى ظهر يوم الأربعاء الموافق 12 أيلول . وترددت بعض الشائعات عن السماح لطائرة تحمل 142 سعوديا بينهم 24 شخصا من عائلة إبن لادن بالطيران ومغادرة الأجواء الأمريكية .
كما قام وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بالإعلان أن نائب الرئيس بخير وأمان وفي المقر المخصص له وأنه قد تم عقد اجتماع طارىء لمجلس الأمن القومي أداره الرئيس الأمريكي بواسطة الهاتف .
وفي تمام الساعة الرابعة والنصف من بعد الظهر تم الإعلان عن مغادرة طائرة الرئيس القاعدة الجوية في نبراسكا في طريقها إلى واشنطن دي سي العاصمة الأمريكية . وفي تمام الساعة السادسة وأربع وخمسين دقيقة تم الإعلان عن وصول طائرة الرئيس إلى قاعدة أندروز الجوية في ولاية ماريلاند ترافقها طائرات مقاتلة ثلاث . كما تم الإعلان أن الرئيس الأمريكي جورج بوش سوف يوجه خطابا إلى الأمة في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء .
لقد بلغ عدد ضحايا هذا الهجمات 2973 ضحية بالإضافة إلى 24 مفقودا .
بعد ساعات قلائل تم توجيه الإتهام إلى تنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن وبعد أقل من 24 ساعة على الأحداث أعلن حلف شمال الأطلسي أن الهجوم على أي دولة عضوة في الحلف هو بمثابة هجوم على كافة الدول أعضاء الحلف وتبعا لتقارير مكتب التحقيقات الفيدرالي فقد تم الإعلان عن أسماء وصور 19 شخصا يقال إنهم قد نفذوا العمليات الأربع وأن المدعو محمد عطا هو الشخص المسؤول عن إرتطام الطائرة الأولى ببناية مركز برج التجارة العالمي كما اعتبر محمد عطا المخطط الرئيس والعقل المدبر للعمليات الأخرى ويساعده في ذلك كل من الطيارين التالية أسماؤهم هاني حنجور وزياد الجراح ونواف الحزمي وخالد مهيار ونحن في هذا البحث لن نتناول مدى مصداقية الإدعاء الأمريكي حول صحة الإتهامات الموجهة إلى هؤلاء الأشخاص لا سيما وأن الطائرات التي تمت قيادتها هي من أكثر الطائرات تطورا من النواحي التكنولوجية ولا يعقل لأشخاص تدربوا على الطيران لمدة أشهر أن يتمكنوا من قيادتها لا سيما وأن مسار الطائرات من بوسطن إلى نيويورك يكتظ بمئات الطائرات وإن الدقة في توجيه الطائرتين اللتين أصابتا البرجين هي دقة متناهية وبحاجة إلى طيارين من ذوي الخبرة الطويلة حيث بلغت سرعة الطائرة الأولى لدى الإرتطام 705 كم في الساعة وبلغت سرعة الطائرة الثانية 865 كم في الساعة كما أننا لن نتطرق إلى الطريقة التي تم فيها سقوط البرجين إلى الداخل بطريقة ناجمة عن عصف داخلي أم هو إنفجار من الخارج وليس عن طريق ذوبان الحديد كما أن هناك الكثير من النظريات التي صاحبت هذه العملية بأكملها وأن هذه الطائرات قد كانت موجهة ومبرمجة في خط سيرها مسبقا كما أن هناك معلومات متناقضة حول شخصيات كثيرة من بينها قيام رجل أعمال يهودي اسمه لاري سيلفر شتاين بإستئجار برجي التجارة بتاريخ 24/7/2001 من مدينة نيويورك لمدة 99 عاما بعقد قيمته 3.2 مليار دولار وتضمن عقد الإيجار بوليصة تأمين بقيمة 3.5 مليا دولار تدفع له في حال حصول أي هجمة إرهابية على البرجين .
وقد تقدم بطلب المبلغ مضاعفا بإعتبار أن هجوم كل طائرة هو هجمة إرهابية منفصلة وبتاريخ 6/9/2001 تم سحب كلاب إقتفاء أثر المتفجرات وتم توقيف عمليات الحراسة المشددة للبرجين وبتاريخ 6/9/2001 تضاعف حجم بيع أسهم شركات الطيران الأمريكية إلى أربعة أضعاف حجم البيع وبتاريخ 7/9/2001 تضاعف حجم بيع أسهم شركة بوينج إلى خمسة أضعاف حجم البيع وفي 8/9/2001 تضاعف حجم بيع أسهم شركة أميركان إير لاينز 11 ضعف حجم البيع . كما أن العديد من المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية بتاريخ 10/9/2001 قاموا بإلغاء رحلات طيرانهم ليوم 11/9/2001 .
وهناك الكثير من المعلومات العسكرية التي تسربت قبل وقوع حادث البرجين فعلى سبيل المثال كانت بريطانيا قد حشدت 23 ألف جندي في عمان وكان هناك ما يزيد على 23 ألف جندي عسكري أمريكي في تركيا و17 ألف جندي من قوات حلف الأطلسي وكانت هذه القوات جاهزة قبل ستة أشهر من وقوع الإعتداء على برج التجارة العالمي . وحسب أقوال جورج تينيت مدير المخابرات المركزية الأمريكية في كتابه ( في قلب العاصفة) في حالة غزو أفغانستان كانت الوكالة إلى حد كبير هي التي جاءت بخطة الغزو وقامت بتغذية الإستراتيجية وصقلها على امتداد شهور طويلة قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر على أمل الحصول على إذن بالإنطلاق وراء القاعدة في معقلها .
وفي كتاب تيري ميسان ( الخديعة المرعبة ) أورد معلومات موثقة عن استعداد الولايات المتحدة لغزو أفغانستان قبل أحداث سبتمبر بعدة أشهر وأن القوات البريطانية بدأت ترتب تحت غطاء مناورات تجري في بحر عمان بنشر أسطولها وحشدت قوات بشكل غير عادي في بحر العرب وقام حلف الأطلسي بنقل أربعين ألف جندي إلى مصر .
وقبل يومين من أحداث سبتمبر وبتاريخ 9/9/2001 تم وضع خطة تفصيلية أمام الرئيس الأمريكي جورج بوش حول الهجوم العسكري الأمريكي على أفغانستان وكان من المفروض أن يقوم بتوقيعها يوم 9/9/2001 ولكنه لم يفعل .
وبسرعة فائقة وافق الكونغرس الأمريكي ومجلس الشيوخ الأمريكي بالإجماع على منح الرئيس الأمريكي جورج بوش 40 مليار دولار لحملة الحرب على الإرهاب بالإضافة إلى 20 مليار إضافية لمساعدة خطوط الطيران الأمريكية.
وتم إلقاء القبض على آلاف الأشخاص منهم الكثير من المواطنين الأمريكيين من أصول عربية وإسلامية وبالرغم من إعلان المتحدث الرسمي بإسم طالبان بإدانة الهجمات على نيويورك وواشنطن واعتبرتها كارثة إنسانية وأكد أن الهجمات أقوى من أمكانيات طالبان أو بن لادن ونفي أن يكون لحركة طالبان أو لأسامة بن لادن أي صلة بتلك الهجمات .
ولكن الرئيس الأمريكي جورج بوش قرر بدء الضربات العسكرية على أفغانستان بعد رفض حركة طالبان تسليم أسامة بن لادن المتهم الرئيسي في نظر واشنطن في الهجمات.
إحتلال أفغانستان :
بعد 27 يوما من تلك الهجمات أطلقت الولايات المتحدة غاراتها الجوية على أفغنستان ولتعلن بدء عملياتها العسكرية ضد الإرهاب. في ظل ظروف سياسية مواتية تمثلت في تأييد المنظمات الدولية للولايات المتحدة في حربها ضد الإرهاب إضافة إلى تأييد الدول المجاورة مباشرة لأفغانستان كما ساهمت بعض الدول في الحملة العسكرية سواء بعدد من سفن القتال أو بالطائرات وهي بريطانيا استراليا كندا فرنسا إيطاليا اليابان وتركيا .
بتاريخ 7/10/2001 وتحديدا الساعة 16:30 بتوقيت غرينتش بدأت الحملة الجوية على وسائل الدفاع الجوي ومواقع صواريخ سام 3 وصواريخ سكود قصيرة المدى ومخازن الذخيرة والمدفعية والعربات المدرعة ومعسكرات التدريب ووحدات السيطرة وركزت أيضا على تدمير الأعداد المحدودة من الطائرات والمروحيات . ولقد تم استخدام القاذفات الثقيلة بعيدة المدى بالإضافة إلى الطائرات المقاتلة الموجودة على حاملات الطائرات كما تم استخدام صواريخ الكروز من السفن والغواصات ومن قاذفات القنابل الثقيلة .
وبتاريخ 21/10/2001 بدأ تصعيد الهجمات الجوية على إمتداد الجبهة الفاصلة شمال كابول بين قوات تحالف الشمال وبين طالبان واستخدمت القوات ألأمريكية طائرات إف إي 18 والطائرة القاذفة من طراز بي إش 52 في ضرب قوات طالبان في وادي شومالي شمال كابول بالذخيرة الموجهة الذكية كما قامت بقصف المواقع حول مدينة قندوز ومدينة مزار الشريف .
بتاريخ 6/11/2001 بدأت الحرب تأخذ شكلا جديدا بعد شهر كامل من القصف الجوي الأمريكي المستمر وفي اليوم التالي بدأ تقدم قوات تحالف الشمال مصحوبة بدعم جوي كثيف تجاه جنوب مدينة مزار الشريف وبتاريخ 9/11/2001 تم الإستيلاء على مدينة مزار الشريف بقيادة الجنرال عبد الرشيد دستم بعد ذلك اندفعت قوات تحالف الشمال بإتجاه العاصمة كابول على ثلاثة محاور الأول والثاني بقيادة محمد فهيم خان والمحور الثالث بقيادة عبد الرشيد دستم وبعد قتال عنيف انسحبت قوات طالبان من العاصمة كابول بإتجاه قندهار وخلال شهر نوفمبر ركزت القوات الأمريكية هجماتها على باقي معاقل طالبان في الشمال مثل مدينة قندوز كما واصلت قوات تحالف الشمال التقدم في اتجاه مدينة قندهار معقل حركة طالبان .
وجاء الإنهيار العسكري السريع لحركة طالبان مثيرا للدهشة وفي الأيام الأولى من ديسمبر 2001 بدأت القوات ألأمريكية في نشر قوات من مشاة البحرية وتم اختيار منطقة قريبة من قندهار لتكون مركز للقيادة الأمريكية .
بتاريخ 20/12/2001 تم إتخاذ الإجراءات الرسمية من أجل تشكيل ( قوات المساعدة الدولية لإرساء الأمن في أفغانستان ) المعروفة إختصارا بقوات إيساف بموجب القرار رقم 1386 الصادر عن مجلس الأمن الدولي بتاريخ 5/12/2001 من أجل مساعدة الشرطة والجيش الأفغاني على توفير الأمن في العاصمة كابل وضواحيها ومن أجل إنشاء إدارة إنتقالية أفغانية برئاسة حامد كرزاي وفي شهر أكتوبر 2003 سمح مجلس الأمن بتوسيع مهام هذه القوات لتشمل كل مناطق أفغانستان . ولازال الوجود العسكري الأجنبي في أفغانستان قائما حتى هذه اللحظة.
حرب الخليج الثالثة :
لقد استخدمت الولايات المتحدة الكثير من المبررات لتبرير عملية هجومها على العراق واحتلاله من بينها امتلاك العاق لأسلحة الدمار الشامل رغم تصريح كبير مفتشي الأسلحة في العراق هانز بليكس أن فريقه لم يعثر على أسلحة نووية وأن الشيء الوحيد الذي عثر عليه هو مجموعة من الصواريخ تفوق في مداها المدى المقرر حسب قرار الأمم المتحدة رقم 687 الذي تم اتخاذه عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية وكان العراق قد أطلق على هذه الصواريخ اسم صواريخ الصمود ولقد وافق الرئيس العراقي صدام حسين في محاولة منه لتفادي الصراع بتدميرها من قبل فريق التفتيش التابع للأمم المتحدة برئاسة هانز بليكس .
كما جرت عدة محاولات فاشلة من أجل ربط اسم الرئيس العراقي بإسم ابن لادن والقاعدة . والواقع أن الهدف الرئيس في أحتلال العراق هو السيطرة على أحد أكبر مخزون من النفط في العالم وتدمير الجيش العراقي الذي كان يشكل عمقا استراتيجيا هاما في الصراع العربي الإسرائيلي والذي شارك منذ عام 1948 في كل الحروب العربية الإسرائيلية . بالإضافة إلى إعادة التعامل بالدولار الأمريكي في دفع أثمان النفط والقضاء على نظام صدام ووقف الدعم الذي كان يقدمه إلى عائلات الشهداء الفلسطينيين في الضفة الغربية لا سيما إبان إنتفاضة أطفال الحجارة . بالإضافة إلى تعزيز الدور الإستراتيجي للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وبالذات في منطقة الخليج العربي عن طريق فرض وجود عسكري قوي وفاعل . وبالتالي إلى استنزاف دول الخليج العربي ومطالبتها بتغطية نفقات الحروب العربية العربية التي تجاوزت تكاليفها مئات المليارات والتمهيد للمرحلة المقبلة في حرب الولايات المتحدة على الإرهاب بعد حادث مركز التجارة العالمي في نيورك .
بتاريخ 20/3/2003 بدأت عملية غزو العراق من قبل قوات الإئتلاف بقيادة الولايات المتحدة . ولقد عارضت الكثير من الدول الغربية المشاركة في هذه الحرب حيث كانت 98% من القوات العسكرية هي قوات أمريكية وبريطانية ووصل العدد الإجمالي لقوات الإئتلاف 300884 موزعين على الشكل التالي 250 ألف من الولايات المتحدة و45 ألف من بريطانيا و3500 من كوريا الجنوبية و2000 من أستراليا و200 من الدنمارك و184 من بولندا كما ساهمت 10 دول أخرى بأعداد صغيرة من قوى غير قتالية .
ولقد أعربت جامعة الدول العربية ودول الإتحاد الإفريقي معارضتها لغزو العراق كما أعلنت المملكة العربية السعودية بأنها لن تسمح بإستخدام قواعدها للهجوم على العراق وكان هذا أحد الأسباب الهامة في نقل الثقل الأمريكي من السعودية إلى قطر وبناء قاعدة عديد ونقل القيادة العسكرية المصغرة للقيادة المركزية الموحدة للولايات المتحدة . كما أن البرلمان التركي قد أعلن أيضا عدم السماح باستخدام أراضيه للهجوم على العراق . ولكن الرئيس ا لأمريكي جورج بوش أعلن أن بلاده مستعدة لمهاجمة العراق حتى بدون تفويض من الأمم المتحدة .
وبتاريخ 17/3/2003 أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش أنه يمهل الرئيس صدام مهلة 48 ساعة لمغادرة العراق . وبتاريخ 19/3/2003 أعلن جورج بوش الحرب على العراق وبتاريخ 20/3/2003 بدأت الطائرات الحربية للولايات المتحدة بالإغارة على القصور الرئاسية والقيادات العراقية الهامة في بغداد مستهدفة الرئيس العراقي صدام حسين .ويستمر القصف الجوي على المدن العراقية والمواقع الإستراتيجية والقيادت العسكرية المختلفة وتنطلق الصوايخ الأمريكية من السفن والغواصات الأمريكية وتنزل القوات الأمريكية مئات المظليين في كردستان لفتح جبهة في الشمال ويستمر تقدم القوات الأمريكية في تقدمها تجاه بغداد وبتاريخ 5/3/2003 تقع معارك شرسة بالدبابات بالقرب من مطار بغداد الدولي وبتاريخ 7/3/2003 تعلن القوات البريطانية احتلال مدينة البصرة وبتاريخ 9/3/2003 تعلن الولايات المتحدة سقوط مدينة بغداد في أيدي القوات الأمريكية وبتاريخ 1/5/2003 يتم الإعلان عن نهاية العمليات القتالية الكبرى في كل أرجاء العراق وبتاريخ 12/5/2003 يتم الإعلان عن تعيين بول بريمر الأمريكي حاكما مدنيا للعراق وبتاريخ 13/12 2003 يتم الإعلان عن قبض الرئيس العراقي صدام حسين .