أيها النواب تذكروا وعودكم
لقد وقع الاختيار على أحد شباب ضيعة غربة (خرفان ) ليمثل أهلها في المدينة وينقل معاناتهم وحاجياتهم إلى المسؤولين هناك وقد تفاءلوا به خير فهو يجيد القراءة والكتابة ويحمل شهادة دراسية، وهو الأجدر بإيصال الرسالة إلى قادة المدينة بصورتها الصحيحة ، وسيحضر (التركتور) إلى الضيعة ليساعدهم في حراثة الأرض وزراعتها ، لكنهم لم يعرفوا أو لم يتذوقوا طعم المناصب والكراسي التي تقلب العقول وتذهب الذهون ، فقد عاد إليهم خرفان ،لكن بصورة جديدة وفكر جديد، متعالياً ومتمادياً على أهل قريته ، ناسياً ومتناسياً همومهم وأوجاعهم ، ليجعل همه الوحيد مقابلة المسؤولين والوصول إلى أعلى المراتب والرتب .
هذا هو حالنا اليوم مع نوابنا الكرام ، فقبل أن تطالبوا بتقاعد مدى الحياة ورفع رواتبكم تذكروا كلامكم أثناء الترشيح ، ووعودكم عندما تقولون (بأنكم ستأتون على فرس بيضاء، لتفرجوا عنا كربتنا وتردوا طوابير الأعداء ، وتخلصوا هذا الشعب الطيب من سيف الكلمات ) ، تذكروا عندما كنتم تقبلون وتصافحون الصغير قبل الكبير ، تذكروا طلبات التوظيف التي كنتم تجمعونها في مقراتكم الانتخابية للشباب العاطلين عن العمل من اجل تعينهم ، تذكروا مخازن الرصاص التي تطلقونها فرحاً بقدوم العشيرة الفلانية لدعمكم ومؤازرتكم ، تذكروا اجتماعاتكم السرية وتنقلاتكم الليلية من بيت إلى بيت ومن حارة إلى حارة وراء الأصوات، تذكروا أيها النواب زياراتكم للمرضى والأعراس وبيوت العزاء والأرامل والأيتام وطهور الصبيان .
أثناء الترشح ، هل نسيتم وعودكم وأيمان الطلاق التي حلفتم بها لطلاب الجامعات الفقراء ، وهل نسيتم وعودكم بتطوير قراكم وألويتكم ، فإذا انتم نسيتم من أجل المال فنحن لن ننسى.