الطفيلة : قرارات متسرعة لتوزيع الكهرباء
نفذت سلطة شركة توزيع الكهرباء في الطفيلة حملات فصل شاملة عن الذين يتخلفون عن دفع فواتير الكهرباء خلال الأسبوع الجاري وبكل ما أؤتيت من قوة وعزيمة .
لا أحد ينكر أن الجباة في الشركة وظيفتهم هو جمع مستحقات الشركة المترتبة على المواطنين ولكنه لا أحد يؤكد على أن فصل التيار الكهربائي يكون بلا نظام وتكتيك عملي يهدف إلى عدم الإضرار بعامة المواطنين على اختلاف طبقاتهم الاقتصادية.
لم يسلم الضعفاء والفقراء من حملات الفصل بعد أن تركتهم الشركة أشهر طويلة دون المطالبة بمستحقاتها واكتفت بليلة وضحاها بالهجوم على الأعمدة وفصل التيار عنهم وتركهم يفترشون الظلام الحالك وحدهم دون مجيب أو مهتم.
ألم يكن حري بالشركة أن لا تطيل الانتظار على الفقراء والمحتاجين الذين تأخروا عن سداد قيمة فواتيرهم وفصل التيار الكهربائي فور ترتب فاتورة واحدة دون الحاجة إلى الانتظار حتى تتكدس العشرات منها لتطلبها الشركة بقوة في ليلة وضحاها.
ما هي نوعية القوانين والتعليمات التي تستند عليها شركة توزيع الكهرباء فتارة تجدها تعطي فترة سداد طويلة الأمد لفواتير الكهرباء وتارة تطلبها دفعة واحدة بحجة أن القوانين لا تسمح بالانتظار أبدا وأنه يجب أن تدفع القيمة فورا دون انتظار.
إن حملات الهجوم على أعمدة الفقراء والمحتاجين لفصل التيار الكهربائي عن منازلهم المتهاكلة كانت لا بد وأن تكون أقل شراسة وأكثر رحمة وتكتيكا من خلال وهبهم فرصة جمعها بمبلغ واحد وتسويته معهم بما يضمن للشركة الحصول على حقها.
أطفال وعجائز ما زالوا يبكون في ظلمة الليل الحالك بسبب سوء التخطيط والتنظيم الذي ساد حملات فصل التيار الكهربائي عن محافظة الطفيلة وما زالت الشركة حتى هذه اللحظة تجمع الأموال بدموعهم وصرخات أحوالهم المظلمة.
لا ننكر بأن تحصيل ذمم شركة توزيع الكهرباء مرتبط بتقرير نشاط المدراء التنفيذيين وجهودهم لكننا لا نكر أيضا بأن الفقراء والمحتاجين لا يجب أن يناموا باكين ويائسين بسبب قرارت متسرعة وغير مدروسة.