آخر الأخبار
ticker خلود السقاف .. صاحبة البصمة والأثر الطيب ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات

دولة الرئيس .. النوم مبكراً أفضل ألف مرة من وليمة تجلب الشبهات

{title}
هوا الأردن - فهد الخيطان

بعد الملك يأتي رئيس الوزراء في المرتبة الثانية من حيث الأهمية والمكانة؛ فهو صاحب الولاية العامة حسب الدستور، والمسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في البلاد. والمؤسف أن بعض رؤساء الوزارات لم يدركوا أهمية موقعهم في الدولة، وتصرفوا أحيانا كموظفين، وأحيانا أخرى حمل سلوكهم العام خفة لا تليق أبدا بهيبة المنصب الرفيع. وللإنصاف فإن رؤساء حكومات في المقابل كانوا في سلوكهم على قدر الموقع وأهميته.

ليس مهما أن نكون متفقين أو مختلفين مع رئيس الوزراء؛ ففي الحالتين ينبغي أن يظل مهيوبا، وكبيرا. ذلك يؤثر إلى حد كبير في تشكيل صورته عند الشعب، لابل إن العنصر الحاسم في تحديد مكانة رئيس الوزراء هو قيمي أكثر منه سياسيا أو اقتصاديا.

أما الشعبية، وهي التوصيف الدارج لرئيس الوزراء الناجح، فإنها مسألة نسبية. في تاريخ الأردن رؤساء حكومات لم يتمتعوا يوما بالشعبية، ومع ذلك كانوا يفيضون هيبة واحتراما. حتى في الدولة الديمقراطية يمكن لشعبية رئيس الوزراء المنتخب أن تتلاشى بعد أشهر في الحكم، لكن تلك الدول لا تحتمل بقاء رئيس وزراء تسقط هيبته.

رئيس الوزراء الحالي دكتور عبدالله النسور صاحب شخصية كارزمية، خصومه قبل أنصاره يقرون بذلك. ذكي ورجل خبرة أتقن عبور الأزمات بنجاح. في الجلسات العامة عادة ما تسمع أحدهم يردد "يا أخي هذا النسور داهية". لا يعني ذلك أن الأغلبية تؤيد سياساته وقرارات حكومته، لا بل إن من يردد مثل هذا الكلام عادة مايختم كلامه بانتقادات لاذعة لسياساته.

هذا أمر طبيعي في الحياة الديمقراطية. المهم أن النسور نجح ولو نسبيا بإعادة التوازن إلى موقع رئيس الوزراء. الرحلة ماتزال طويلة ولايمكن استعادة هيبة رجال الدولة والمؤسسات إلا بتغيير جوهري يشمل مختلف مرافق الدولة وسلطاتها التنفيذية والتشريعية، وبناء منظومة قيم جديدة للحكم.

لكن وفي الآونة الأخيرة بدا رئيس الوزراء أكثر ميلا لمجاراة الظواهر السيئة في الحياة السياسية. ولا أعلم على وجه التحديد من الذي نجح في "جر رجله" لتلبية دعوات الولائم في بيوت السياسيين، خاصة بعض النواب.

بصراحة أكثر؛ بعض تلك الولائم لا تليق أبدا بمكانة رئيس وزراء الأردن. ليس مهما إن كان صاحب الدعوة منتخبا أم لا وممثلا لمنطقة أو دائرة، فالديمقراطية في جميع الدول تفرز احيانا النصابين وتجار السياسة.

انشغالات رئيس الوزراء على مانعرف ثقيلة ومرهقة، وتأخذ يومه كله. إذا كان لدى النسور بعض الوقت المستقطع في المساء، فهناك عشرات الواجبات الوطنية التي يمكنه القيام بها بدلا من ولائم لا يغيب عن ذهن الرئيس الذكي المغزى منها.

بمعنى آخر، لايجب أن يكون رئيس الوزراء متاحا على هذا النحو لكل من هب ودب لدعوته إلى وليمة، الهدف منها عشرات الصور التي تظهر في اليوم التالي بمواقع إخبارية، لتقول لعامة الناس؛ انظروا كم أصبحت وجيها، وهاهو رئيس الوزراء في بيتي يتناول العشاء.

رئيس الوزراء ليس نجما يستدعى للسهرات كي يضفي أهمية على صاحب الحفلة وحفلته. رئيس الوزراء أكبر من ذلك بكثير.
إذا لم يكن لدى الرئيس انشغالات في بعض الليالي، فالنوم مبكرا أفضل ألف مرة من وليمة تجلب الشبهات.

تابعوا هوا الأردن على