لماذا يناشد المواطن الاردني جلالة الملك
أن جلالة الملك هو رأس السلطات وهو من يزرع السياسات الخارجية والداخلية معاً ولكن هذا الواقع بات غائباً عن فكر المواطن الاردني البسيط بدليل ما نسمعه عبر تلك البرامج الاذاعية المفتوحة والمهتمه بمعالجة هموم المواطن.
لقد اصبح معظم من لهم حاجة يناشدون جلالة الملك ، فمن يرغب بأجراء عملية جراحية يناشد جلالة الملك ..... ومن يريد تعبيد طريق او ايصال الكهرباء يناشده أيضاً ..... ومن يطلب وظيفة أو يطمح لإكمال دراسته الجامعية يلجأ لجلالة الملك .
ان جلالتهُ ليس أميناً لعمان وليس وزيراً للبلديات ولا وزيراً للصحة والزراعة ولا للتنمية الأجتماعية أيضاً ، لان هذه المواقع الحكومية يفترض ان يكون المسؤولين فيها قادرين على تلبية حاجات المواطن والقيام بواجباتهم الوظيفية على اكمل وجه ونظراً لضعف المسؤول الاردني وعدم قيامه بالواجبات المناطة إليه بعدالة ونزاهه لأسباب متنوعه فقد ذهب هذا المواطن للاستغاثة بجلالة الملك لتحقيق العدالة او التغول على حقوق الاخرين في بعض الحالات .
أن الحابل أختلط لدينا بالنابل وأصبح المسؤول لا يقوم بواجباته الوظيفية بعدالة وقد لا يكون ذلك ضعفاً فيه وأنما خوفاً وأرضاءاً لكبار المسؤولين ويعزز من ذلك ،أن المواطن الاردني ايضاً لم يعد لديه الرغبة بالألتزام بالقوانين ولا يحاول تغيير أنماطه السلوكية حسب متطلبات المرحلة ، وعليه فأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق الدولة كونها المسؤولة عن تربية وتوجيه وتثقيف المواطن والمسؤول معاً فلو ان الحكومة تابعت شؤون مواطنيها وحققت لهم العدالة لما أضطر المواطن اللجوء لجلالة الملك ، فمن غير الحكمة والمنطق ان يتفرغ القائد وينشغل في تعبيد الطرقات ومعالجة المرض وتوظيف من هم بحاجة لوظائف .
اننا أحوج ما نكون لإعادة بناء وهيكلة للعقول والسلوكيات الحكومية و الشعبية معاً بطريقة مؤسسية تكفل وتضمن قيام مجتمع متحضر يقوم على الواجبات الواضحة والعادلة وهذا من صلب مهام رئيس الحكومة وفريقه الوزاري بأعتباره موضوعاً على غاية كبيرة من الأهمية لأن استمراره قد يتسبب في نقل تلك العدوى للمواطن السوري وربما للعراقي وايضاً للجنسيات الشرق أسيوية مما سيستدعي مزيداً من الاذاعات والبرامج المفتوحة التي تبث في الهواء لا اكثر ولا اقل .
سائلاً العلي القدير أن يحمي الاردن ويحمي شعبه أنه نعم المولى ونعم النصير
العميد المتقاعد
بسام روبين