الشباب غير قادرين على الوفاء بمتطلبات الزواج
لم يعُد بوسع الشاب توفير تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسب البطالة وغلاء المعيشة وارتفاع المهور , ومع ارتفاع أسعار الذهب في الآونة الأخيرة.ان ارتفاع أسعار الذهب عبء إضافي على الشباب ويُعد شراء الذهب للعروس في المجتمع جزءا أساسيا من المهر لإتمام عملية الزواج ، أن غلاء الأسعار انعكس سلبا أيضا على قطاع الملابس خاصة ما يتعلق بتجهيز العروس , إن أعداد المقبلين على الزواج في انخفاض مستمر. أسباب كثيرة خفية وراء تأخر الزواج .
أن تأخر سن الزواج خصوصا لدى الشباب المتعلم من الجنسين منطقي بالظاهر للوهلة الأولى ولكن هناك عوامل محددة تقف وراءه كالتغيرات المتصارعة التي يمر بها المجتمع نحو القيم المبثوثة بقوة عبر ثورة الاتصالات وحرية السوق والخصخصة مرورا بتدني الكثافة الدينية ووصولا إلى تسيد القيم الفردية. لم يعد توفير تكاليف الزواج في ظل ارتفاع نسب البطالة بالإضافة إلى عدد السنوات التي يستنفذها في إتمام دراسته ثم البحث لسنوات عديدة عن عمل وانتظار توفيره للمهر العالي المطلوب.
وتراجع مساعدة بعض الأهل الميسورين لأبنائهم ماديا لغايات إتمام متطلبات الزواج. المساندة لاستمرار عمليات الزواج ضرورة إنسانية في مجتمع عربي مسلم تختلف نظرته وممارساته بخصوص الزواج ومكانة الأسرة وأهميتها ثقافيا وسلوكيا عن المجتمعات الغربية. إن المهر متطلب مادي أساس للزواج في ثقافة المجتمع وأنه هناك إصرارا من قبل الأهل على تحقيق شرط الذهب وبقيم عالية كجزء أساس من المهر لإتمام عملية الزواج ،الأمر الذي أصبح تحقيقه وضبطه بسبب تقلبات أسعار الذهب يوميا متعذرا ، ما أسهم في ابتعاد الشباب عن الزواج .
أين دور الأسر والمسجد والجامعات ووسائل الإعلام ؟ أن ما تشير إليه بعض الإحصاءات بأن أعلى نسب حالات الطلاق تقع في السنتين الأوليتين من الزواج وكذلك ارتفاع نسب العنف الأسري في الأسرة من الأمور التي أسهمت في تقليل أعداد المقبلين على الزواج في هذا السياق إلى إطلاق حملة للتوعية بأهمية زواج الشباب وضرورة تيسيره بدءا من الأسر نفسها مرورا ووسائل الإعلام المختلفة ويعتبر أن ذلك سيحافظ على منظومة العفة والانضباط الأخلاقي وسيسهم في تقليل نسب الانحراف الآخذة في الازدياد عموما . ينشط العديد من الشباب غير المقتدرين والمقبلين على الزواج في البحث عن الزواج لكن هربا من ارتفاع المهور وغير قادرين على الوفاء بمتطلبات الزواج تسود الضبابية حيزًا واضحًا من واقع الشباب , مُغلقةً من أمامه كافة الأفق والرؤى والطموحات ، لكن المجتمع شركاء في حل مشاكل الشباب من خلال تخفيف المهور ومتطلبات الزواج في ظل هذا الواقع المظلم تكون الحاجة مُلحة لدورٍ المجتمع .