القزيطة
يروى أنه في أيام العهد العثماني أصدر أحد الناشرين في بيروت مجلة سياسية اجتماعية منوّعة ، وكان يطلق على مصطلح المجّلة في ذلك الوقت «قزّيطة» وهي كلمة ديرية عامية كانت تستخدم آنذاك ..المهم توجه الناشر البيروتي الى شهبندر التجار في المدينة ، وبعد أن أهداه عددا من المجلّة وشرح له عن خطها السياسي والإعلامي والإعلاني طلب من الشهبندر أن يحضّ التجار بصفته رئيسهم لكي يعلنوا في «قزّيطته» حتى يتمكن الناشر من الاستمرار في إصدارها وتطويرها كون
الإعلان مصدر الدخل الوحيد للمطبوعات الدورية من صحف ومجلات..فلم يأبه الشهبندر لكلام المثقف والإعلامي ..على العكس تماماً فقد بقي ممسكاً بأرجيلة «التومباك» العجمي..ويرخي زاوية فمه اليسري لدخانها الثقيل...وعندما كرر صاحب القزّيطة كلامه بطريقة مختلفة..»بجطها» الشهبندر بأسلوب فظ قائلا: «ليك خيي أنت وقزّيطتك ما بتساوي بشلك»- والبشلك أصغر فئة عملة في ذلك الوقت- فسحب الرجل مجلته من بين يدي الشهبندر وضمر بنفسه الردّ المناسب الى حين...
وفي يوم ما ، حدث وان قام الشهبندر وكان اسمه «سري» ان عقد قران ابنه على فتاة يدعى والدها «خان» وهو من كبار تجار بيروت ايضاَ..تناهى لمسامع ناشر المجلة هذا الخبر الذي يسوى ألف مجيديه ليقوم بالرد المناسب..فــ»مخمخ» على خبر في زاوية الأخبار الاجتماعية في المجلة ..وكتب النص التالي : « نبارك لابن شهبندر التجار «السرسري» عقد قرانه على كريمة «الخائنجي» وبالرفاه والبنين...
فوصل الخبر للشهبندر بصورته المشوهة ، وعندما طالع العدد ثارت ثائرته وطالب رئيس تحرير «القزّيطة» بحق الرد وتصحيح الخبر ..فعاد ونشر صاحب القزيطة بالعدد التالي الخبر كما يلي : كنا نشرنا سابقاً انه تم عقد قران ابن السرسري على كريمة الخائنجي والصحيح انه تم عقد قران ابن السيد «سري» على كريمة السيد»خاني»..فردّ الصاع صاعين وفي عددين متتاليين...وهذا أفضل حق ردّ يمكن ان ينشره مالك «ألقزّيطة» وهو مسرور ...فعلاً «ممارسة الحق جعلت صاحبة يطق»...
الخلاصة: وقعته سودا ..من يعلق بــ»الإعلام» او يدير له ظهره...
ملاحظة تخص أمانة النقل: تم تغيير اسم عائلة الشهبندر ونسيبه وذلك لتشابههم مع أسماء عائلات اردنية.