السياحة.. إحصائيات مخيبة
لم يستثمر القطاع السياحي الاستقرار, وتسويق ميزة الأمان الذي يتمتع به البلد كان ضعيفا في الخارج , وإن صح أن السياحة الأجنبية تأثرت بظروف المنطقة فليس صحيحا أن العربية كذلك.
انخفض عدد زوار الأردن خلال الثلث الأول من العام الحالي بنسبة 12.5 % ليبلغوا 1.159 مليون سائح مقارنة بـ 1.317 مليون سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي.
وتراجع عدد القادمين ضمن المجموعات السياحية بنسبة 41 % ليبلغوا 91.5 ألف مقارنة مع 155.5 ألف.
وانخفض عدد السياح القادمين من الدول الأوروبية بنسبة 29.3 % ليبلع عددهم 140.5 ألف سائح مقارنة بـ198.6 ألف سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي، وتراجع سياح دول آسيا والباسيفيك 29.2 %.
وتراجعت اعداد السياح من دول الخليج بنسبة 7.4 % ليسجلوا 194.3 ألف سائح مقارنة بـ 209.8 ألف سائح خلال الفترة نفسها من العام الماضي. اما من الدول العربية الاخرى فانخفض الزوار منها بنسبة 14.1 %.
في كل لقاء يجمع وكلاء السياحة والسفر مع المسؤولين عن القطاع من جانب الحكومة , تبرز الشكوى والمطلبية , وبينما تتصدر الاعفاءات مطالب القطاع الأهلي يتذرع المسؤولون من القطاع العام بالظروف والأوضاع الإقتصادية والاقليمية.
لا أحد يتحدث عما يمكن أن ينفق على الترويج لكن المشكلة هنا ليست في الكم بقدر ما هي في الكيفية والأهداف والمعادلة في هذا الخصوص واضحة , فكلما أنفق على الترويج كلما كان العائد أفضل , أما مسألة تحقيق عوائد بأقل إنفاق ممكن فهو مجرد كلام فارغ لا يسمن ولا يغني.
ما الذي يضير وكلاء السياحة والشركات السياحية الكبرى , إن افتتحت لها مكاتب ترويج على طول الموسم السياحي في عواصم مستهدفة , وما الذي يضيرها لو أنفقت على الدعاية أموالا يمكن أن تستردها مضاعفة , مع النجاح المؤكد لحملات الترويج , ما الذي يضير هذه الشركات لو نشرت في ساحات تلك العواصم شاشات عرض كبيرة , تعرض المواقع السياحية التي تقول أنها مميزة في المملكة , هذا ما تفعله كثير من دول المنطقة , والوكلاء والشركات تعرف مدى النجاح الذي يحققه أقرانهم في دول مجاورة.
التسويق والترويج لم يوصل ميزة الآمان التي يتمتع بها الأردن الى عواصم وشعوب مستهدفة سياحيا حول العالم , وأخشى أن الخلط بين مفهوم الأمن والآمان قد أضاع الرسالة فالسائح لا يرغب في أن يتجول في المواقع السياحية تحت الحراسة.
سطوع موقع الأردن على الخارطة في ظل الظروف والتحديات الراهنة يحتاج الى جهد مضاعف تتجاوزإجراءات تحفيزية والغاء ضرائب ورسوم الى خطة متكاملة