شكرا د.محمد العريفي
إن الوضع الطبيعي الذي اعتاده المسلمون في شهر رمضان المبارك هو توجه قلوبهم إلى الله سبحانه والمسارعة في أبواب الخيرات والتوبة إلى الله تعالى ، وكثرة قراءة القرآن ، والصدقات على الفقراء وامتلاء المساجد بالمصلين ، ونشاط الدعاة والأئمة بتذكير الناس بألوان الخير ، وينشط في مقابل ذلك كل الشياطين الإنسية والجنية في إغواء الناس ومحاولة شغلهم عن هذه الفرصة الثمينة في العمر بالمسلسلات والأفلام والمسابقات في عشرات الحلقات ، وعلى أعداد هائلة من الفضائيات بميزانيات مليونية هائلة ، مع ما يعتري ذلك من مشاهد العري والقص والغناء وشرب الخمور وعلاقات الغرام المحرمة ، كما قال سبحانه (والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ويتكرر هذا الأمر في كل عام ، ثم تأتي محاضرات العريفي في هذا العام بحرص من بعض الغيورين موافقة للأمر الطبيعي لإقبال الناس في مثل هذا الشهر الكريم ، من داعية معروف عالميا وله حضوره ويعرف بإعتداله وأسلوبه الماتع ، يشارك أهل الأردن صمودهم ودعمهم لإخوانهم المرابطين في فلسطين ، فلقي ذلك ترحيبا وسرورا بالغا من أ.د. خليف الطراونة رئيس الجامعة الأردنية مثمّنا بعلم و فهم ما كان من جهد في هذه الفعالية الحاشدة والتي مثلت أطياف الأردن بأسره ، وهكذا في إربد ومع رئيس بلديتها يتكلم العريفي عن رمضان وحال النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه فيه ، ويحذر من الداء التطرفي الخطيرالذي أنتج الدواعش وأمثالهم ألا وهو "التكفير" ، و حث على وحدة الصف وعدم التفرق وهو ما يحتاجه الأردن ولا سيما في هذه المرحلة الخطيرة وختم ذلك كله بالدعاء للأردن وأهله وأن حب الأردن يجري في دمه فماذا كانت النتيجة انهالت تلك التعليقات والتغريدات والمقالات لاذعة مشوهة محاربة وهؤلاء على أصناف :
الأول : صنف قومي ناصري أو بعثي يرى في مواقف العريفي المناصرة لحقوق الشعوب والمطالبة بحقوقهم وحرياتهم أنها مواقف تعارض مصالحهم وتذهب سلطانهم.
والثاني : صنف حاسد غاظه تلك الحشود الكثيرة التلقائية التي لبت نداء الفطرة السلمية والتي أحبت أن تسمع ما يقربها من الله سبحانه وينير طريقها بالإعتدال والوسطية.
والثالث : صنف أنفق الأموال الطائلة للأفلام والمسلسلات أو طرب وسر بوجودها ليأتي العريفي دونما كلفة فيدعو الناس إلى الفضيلة ويحثهم على إغلاق أبواب الشيطان والشواغل التي تسرق منهم شهر رمضان ، ويلقى إقبلا جماهيريا فائقا ، فاغتاظ هذا الصنف والأصناف الأخرى لتكون ردة
الفعل غير منظبطة ، بل ومفعمة بكثير مما تخفيه صدور القوم ليس فقط للعريفي ولا لمن حضر له ولكن لكل ما يدعو إلى الإسلام أو الفضيلة وظهر ذلك منهم تارة بنشر فتاوى ملفقة على الشيخ أو مقطوعة مبتورة عن سياقها ، وتارة بإتهامه بالتطرف والدعشنة وحثه للشباب على العنف ، وتارة بالسخرية من مضمون خطاباته وأنها حكايا وحواديت تشغل الناس عن المطالبة بالحقوق المشروعة للشعوب.
فشكرا لك د.محمد العريفي ، شكرا أولا : لأن الناس عرفوا كثيرا من أصحاب تلك الأقلام والأصوات وحقيقة أمرهم فتجلى أمرهم للناس، وكان هذا الحدث مسقطا لهم كمن يرمى بالحجارة على نجوم السماء يظن أنه يبلغها فتسقط على رأسه، وظهر من أفواه وكتابات هؤلاء وشدة الحقد على كل ما هو إسلامي بصورة متطرفة مقيتة تريد حتى إخماد الأصوات المعتدلة في محاضرة تدعو الى حسن الصلاة والصيام .
شكرا لك أيها العريفي ثانيا : لأن هذه الحملة أظهرت تفاعل الناس واستهجانهم وانتصارهم لا لشخص العريفي ولكن للفضيلة والتدين والإعتدال والوسطية ، مما يدل على أن المجتمعات المسلمة ولا سيما مجتمعنا مجتمع سليم الفطرة يحب الله تعالى، مليء بالخير، غيور على الفطرة، مدافع عن الحق، واع لأسباب التطرف والإنحراف، لا يسهل خداعه والتلاعب به.
وشكرا للعريفي ثالثا الذي عبر عن عظم حبه للأردن وأهله فقال في تغريدة على موقعه" وليعلم الجميع أن حب الأردن يجري في دمي، وعشقي لأهلها ينبض به قلبي، وحرصي على أمنهم وأمانهم لا يقل عن حرصهم هم أنفسهم، سائلا الله للأردن وأهلها الحماية و التوفيق " شكرا لأنه يمثل حب الشعوب المسلمة لبعضها وإن نأت ديارها أو تباعدت أوطانها .
وأخيرا شكرا لك أيها العريفي من الأردن كله الذي احتشد أطيافه من كل لون طلابا وطالبات، رجالا ونساءا، كبارا وصغارا، مسلمين ومسحيين ،مسؤلين ومواطنين يرحبون بالفضيلة ويفرحون بالإعتدال ويبتهجون بالوسطية ويقومون بالعادات الأردنية الأصيلة من حسن الضيافة وكرم الإستقبال وجميل الإكرام بالوداع.