كيري زيارة جديدة الى المنطقة
ربما وزير الخارجية الاميركي جون كيري ، الذي عاد في زيارة جديدة الى المنطقة ، لم يكن دقيقاً بل ومتفائلاً أكثر من اللزوم عندما اطلق قبل أيام تصريحات متفائلة تحدث فيها بأن زيارته المقررة للمنطقة ، ستكون إيجابية لتهدئة الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية ، بضمان عدم تنفيذ الاحتلال لاقتحامات متكررة للمسجد الأقصى والاعتداء على المقدسات ، وفتح كافة الحواجز العسكرية في مدن الضفة الغربية المحتلة ، وإعادة الأوضاع إلى ما قبل الهبة الفلسطينية , وأن مقابل تلك الإجراءات الصهيونية ، سيطالب كيري من الرئيس الفلسطيني بالضغط على القوى والفصائل والتشكيلات الشعبية ، في عدم التوجه لمواقع التماس مع جيش العدو ، والتخفيف من حدة الإعلام في خلق انتفاضة جديدة ، وعدم السماح للجامعات والمدارس بتنظيم تظاهرات ..
سيتوجه في البداية للقاء بنيامين نتنياهو ويعرض عليه التهدئة ، ومن ثم سيتوجه إلى رام الله للقاء الرئيس عباس ، ويعرض عليه التهدئة والرد الصهيوني عليها ، في نهاية الأمر وفي حال تمت الموافقة من الجانبين على التهدئة سيلعن كيري ذلك رسمياً خلال مؤتمر صحفي ، ويبدأ الجانبان بتطبيقه فوراً ، وأن كيري وعد في حال نجحت جهوده في تهدئة الأوضاع في الضفة والقدس وقطاع غزة ، سيعرض خلال فترة قصيرة مبادرة جديدة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين ، مضيفاً أن هدف الولايات المتحدة للمنطقة ؛ وهو حل الدولتين ، كيري يعتبر إن ما يقوم به الفلسطيني اعمالا ارهابية يجب توقفها ويطالب ابو مازن بإدانتها ، في الوقت الذي لم يأت على سيرة ما يقوم به نتانياهو ومستوطنيه من اعدامات ميدانية وبدم بارد لمجرد الشبهة. الولايات المتحدة ومنذ قيام العصابات الصهيونية ، كانت الداعم الأهم لها من تسليح وتمويل ، وكانت المدافع الابرز عن كل مجازرها وحروبها ، هذا بالإضافة الى ما توفره من غطاء لدولة الاحتلال في المحافل الدولية. نعتقد بان استقبال كيري على المستوى الرسمي ، يجب ان يكون في ادنى مستوى تمثيلي قدر الامكان ، انه لم يأت سوى من اجل العيون الصهيونية ، وتخفيف الضغط عن الاحتلال التي فشل في السيطرة على الهبة الجماهيرية واربكت والحسابات الصهيونية ، وأعادت فرض واقع جديد يتمثل على الاقل باعادة تقسيم القدس ، اما على المستوى الشعبي ، فهذه دعوة للجميع لكي يكون استقباله فقط بالأحذية والبيض الفاسد ، وان تكون طريقة استقباله بما يستحقه من أحذية ، واحدة من فعاليات الهبة الجماهيرية ، من اجل ان تدرك امريكا ومن يمثلها انها لم تعد مرحب بها ولا بسياساتها المنحازة لدولة الاحتلال ولكل المجرمين في للعالم. أن زيارة كيري تأتي في إطار المحاولات الأمريكية الصهيونية المكشوفة لاستهداف انتفاضة القدس والالتفاف عليها عبر خدع وفبركات أمريكية لن تنطلي على الشعب الفلسطيني . وأن انتفاضة القدس ستستمر وستتطور لأنها خيار الشعب الفلسطيني ، أن كل عمليات التآمر عليها ستبوء بالفشل . الفلسطينيين ينشدون ويتمنون التخلص من الاحتلال ، إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المرتقبة إلى فلسطين مشئومة وغير مرحب بها .