الامن العام فرسان المرحلة
تتزاحم الاخبار القادمه من بعض الدول المحيطه بصور القتل و القمع و الظلم و رفض الاخر و فقدان الامان على الاهل و النفس و الممتلكات. من وسط هذه الاحداث المروعه تظهر الاردن جزيره امنه مستقره في محيط ملتهب.
الامن في الاردن ليس وليد الصدفه و ليس وليد سياسات دوليه و اقليميه كما يحاول ترويجه بعض الموتورين. الامن و الاستقرار الاردني نتاج لمنهج سليم و مهني توأمت فيه قياده اردنيه متسامحه مؤهله مع اجهزه امنيه منتميه ساهره مهنيه مع شعب مخلص محب لوطنه.
جهاز الامن العام اكتسب سمعته على مدى عقود بمواكبته للتطورات العلميه و المهنيه في العمل و اكتسب ثقة المواطن بأن اثبت دوما نفسه مدافعا عن امن الوطن و المواطن دون تقييد للحريه اليوميه. سنوات الربيع العربي وضعت مسؤوليه اكبر خصوصا عندما اختلط على بعض الفئات مفهوم الحريه و الفوضى و التمييز بين الاحتجاج على اوضاع سياسيه و التمرد على سلطة القانون و التي هي مظلة الحماية للجميع مسؤول و مواطن. في هذه البيئه للاسف ازدهرت بعض الفئات الضاله من بؤر اجرام و بؤر ارهاب. في المقابل اصبحت مهمة الامن اكثر تعقيدا بين تنفيذ القانون دون الاصطدام بالمجتمع فكل مجرم و فاسد و ارهابي حاول الالتفاف بعبائة عشيره او فئه سياسيه او مكون او فكر او منطقة و استغل هؤلاء الشعور عند البعض بالتهميش او الظلم ليس لتحقيق العداله الاجتماعيه و لكن لحماية الفكر المنحرف و الاعمال الضاله.
اسرد ما سبق لنتعلم من المرحله التي مضت فقد تكون الاهداف نبيله لبعض الحراكيين و قد تكون بعض المطالب محقه و لكن استغلالها ممن يتربصون بالوطن من داخله و خارجه يحول بعض الحراكات و المطالب الى معول للهدم و مظلة لحماية الخارجين عن القانون و العرف و المصلحه الوطنيه و أؤكد هنا مره اخرى ان عوامل الاستقرار كانت وجود قيادة متسامحه صبوره و فئه منتميه من ابناء الوطن و اجهزه امنية اتسعت بالمواطنيين الصالح منهم و الطالح و بلعت الاساءات و النقد و كأن لسان حالهم اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون.
ما دفعني لكتابة هذا المقال هو فخري كمواطن اردني و انا استمع لمدير الامن العام يشرح الفلسفه الامنيه بطريقه شيقه لطيفه تدل على الثقة بالنفس و الثقة بالجهاز الامني و بطريقة قريبة لقلب المواطن مصورا رحلة فتاه تنتقل بسيارتها من ثغر الاردن الجنوبي و تقطع الاردن دون خوف او وجل. اسلوب مهني راقي يبعث الطمائنينه في نفوس المواطنين بمهنيه عاليه. احسست في تلك اللحظه ان الاداره الحاليه و مدير الامن العام الرجل المناسب في المكان المناسب في التوقيت المناسب.
قد يقول قائل ان هنالك بعض التصرفات الفرديه من ابناء الجهاز تحيد عن هذه الفلسفه فأقول ان الاسره الصغيره قد يخرج منها فرد يحيد عن رؤية رب الاسره فكيف بجهاز فيه عشرات الالاف من العاملين. الاهم هو سعي هذه المؤسسه الداووب للتطور و الارتقاء و الاصلاح و لا ننسى حجم الضغط الذي يتعرض له افرادها بتعاملهم مع امزجة مختلفه و اناس بخلفيات ثقافيه و تربويه و اجراميه مختلفه في ظرف صعب.
كل التحيه و الاحترام لهذا الجهاز و لادارته و وفقهم الله لخدمة اردننا الغالي تحت قيادة جلالة ابو حسين المفدى الذي يرسم لنا و لهم الطريق و ينير الدرب.