الامير والشيخ في صراع الفيفا
يترقّب جميع المتابعين لكرة القدم في كافة أنحاء العالم وفي الوطن العربي خاصة ما ستسفر عنه الحملات الانتخابية لمرشحي رئاسة الفيفا وخاصة العربيان الامير علي بن الحسين والشيخ سلمان بن ابراهيم خلال الشهرين القادمين وفيما اذا كانت الانتخابات القادمة ستسفر عن فوز احدهما ام لا؟ مواقف الاتحادات العالمية لا تزال غامضة٬ وان كان بعضها قد حدد مرشحه الذي سيخدم مصالحه وسيدعمه منذ الآن. ولو استعرضنا مسيرة المرشحان العربيان في الادارة الرياضية٬ فإننا نجد بأن الامير انتهج الصدق وشفافية الطرح منذ ترشحه الاول عام ٢٠١١م٬ وكرّس جهوده لخدمة القارة الآسيوية والقضايا التي تهم الدول الاسلامية والعربية والدليل تبنيه لحملة السماح للاعبات المسلمات بارتداء الحجاب اثناء ممارسة كرة القدم ونجاحه في اقرار ذلك. ثم مبادراته المتعددة لتطوير الكرة الآسيوية خلال شغله لمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي عن قارة آسيا حتى انتهاء مهمته بمؤامرة من الشيخ سلمان بن ابراهيم وحلفاؤه وخاصةً الشيخ احمد الفهد وغيرهم من أذناب بلاتر في قارة آسيا٬ حين اقترح رئيس الاتحاد الآسيوي بأن يكون منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي هو نفسه رئيس الاتحاد الآسيوي الذي يرأسه هو بالطبع. وهو ما لم يزعج الامير الشاب الطموح كونه كان يخطط لخدمة كرة القدم عن طريق رئاسة الفيفا.
وعندما لم يكتفِ الحاقدون بمؤامراتهم داخل القارة قاموا باللحاق بالامير وبأمر من رئيسهم بلاتر وتآمروا عليه في انتخابات مايو الماضي لمصلحة سيدهم وجرّوا ورائهم بخبث عدد من المأجورين وضعاف النفوس والرؤية٬ ليأثروا على قرار بعض اتحادات قارتي آسيا وافريقيا ويوجهوها حيث يرغبون ويرغب سيدهم بلاتر من أجل عدم كشف المستور من الاختلاسات والرشاوي ودفعات ما تحت الطاولة. ولكي يبقوا هم اللاعبين الرئيسيين في سدة كرة القدم العالمية. ولكي تكتمل اللعبة ويحافظوا على ما بقي من اسرار٬ هاهم الآن يسعون بكل قوّة من أجل عدم دخول وجه جديد للمنظمة الدوليّة حتى لا تنكشف فضائحهم٬ فدفعوا من أجل ذلك حليفهم والآمر بأمرهم الشيخ سلمان بن ابراهيم٬ والذي أكد هو بأنه في حال تبرأة بلاتيني سينسحب لمصلحته.
دعونا ننظر لما قدمه الشيخ سلمان بن ابراهيم للعرب خاصة من خلال رئاسته للاتحاد الآسيوي منذ عام ٢٠١٢ وحتى الآن. فهو استمر في دعم كرة القدم في شرق القارة واهمل غربها تماماً٬ فالحكام الذين يقدمون اضعف المستويات ومن دول متأخرة كروياً مثل ماليزيا وسنغافورة وسيرلانكا وغيرها هم من يملكون فرصة تحكيم أهم المباريات القاريّة ويطيحون بالمنتخبات والفرق العربية بأخطاء تحكيمية فادحة - ولن أقول متعمّدة. فما هي الفرص التي اتاحها رئيس الاتحاد الآسيوي للحكام العرب وبالتوازي مع حكام شرق القارة. ثم ماذا قدّم للكرة العربية هو وحلفاؤه سوى الخيبة والتراجع للوراء وعدم المساواة مع شرق القارة؟ وماذا استفادت الاندية في الدول العربية من وجوده ؟ وهل ساعدها على الدخول في أقوى المسابقات القاريّة كدوري أبطال آسيا وكأس الاتحاد الآسيوي؟ وما الذي فعله هو وحلفاؤه بالكويت حين حرموها من اكمال المسيرة في تصفيات كأس العالم وحرموا انديتها من المسابقات القاريّة. هؤلاء يا سادة هم أعضاء مافيا هدفهم مصالحهم الشخصية والمادية فقط. فرؤيتهم ليست مسخّرة لخدمة كرة القدم العالمية والقاريّة أو لخدمة من انتخبوهم٬ بل هم يريدون لكرة القدم ان تخدم مصالحهم الشخصية وتشبع غرورهم في حب الظهور والشهرة.
العديد من الدول العربية تضررت من الأخطاء التحكيمية الفادحة وعدم الانصاف في برمجة تصفيات كأس العالم٬ فكيف لمنتخب عربي أن يلعب في بلده ويقطع نصف الكرة الارضية ليلعب بعدها بأربع أيام مع منتخب من شرق القارة٬ علماً بأن رحلة الطيران لوحدها تستهلك يومين٬ فأضروا بسوء ادارتهم وجهلهم بفرص المنتخبات العربية. وكلنا كان شاهداً على حرمان الاندية السعودية من اللعب امام جماهيرها في حين غضوا الطرف عن مخالفات الاندية الايرانية السافرة. ولذر الرماد في العيون استدرك الشيخ اهمية ومكانة السعودية والامارات اخيراً وحاول استرضاؤهما في جوائز الاتحاد الآسيوي الاخيرة بأفضل لاعب وافضل حكم لصالح حساباته الانتخابية رغم انهما يستحقان تلك الجوائز !!!
علينا ايها العرب ان نختار ونحسن الاختيار في من نراه ينصفنا على الاقل ويرفع عنا ظلم اقصائنا من المسابقات سواءً اداريّاً كما حدث للكويت وغيرها٬ او تحكيميّاً كما حدث مع اندية السعودية او غيرها من المنتخبات القاريّة العربية. وهنا الدعوة موجهة للاتحاد العربي لكرة القدم لدعوة اعضائه ومناقشة توحيد الموقف العربي ودعم من يرون انه سيخدم مصالح اتحاداتهم بدل ان يلعبوا دور الكومبارس ويضيعوا بين الاقدام٬ فمن مصلحتنا ومصلحة قارتنا زيادة عدد مقاعد المشاركين من قارتي افريقيا وآسيا في كأس العالم ومن مصلحتنا برمجة المسابقات القاريّة بما لا يضر بفرص منتخباتنا وغيرها الكثير من المشاكل التي نعاني منها في وطننا العربي بشقيه الآسيوي والافريقي. فلا نكون كالامّعة مع حياتو او سلمان بل مع من يخدم مصالحنا بالدرجة الاولى٬ والله الموفّق.