استغفال الشعوب
هوا الأردن - أنيس الخصاونة
ملفت للنظر ما يفعله حكام العرب من استغفال لشعوبهم واستهتارا بذكاء مواطنيهم حيث تجدهم يدعون الى الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ولديهم أكثر القوانين تخلفا واستبدادية تعاقب الفرد على حرية الفكر والاعتقاد والتعبير...يدعون الى الديمقراطية وحكم الشعب للشعب وانتخابات حرة نزيهة وهم لا يعدمون الوسيلة في دعم المتجبرين والسراق ويتم تزوير الانتخابات بعلمهم وعلى مرأى منهم....
هؤلاء الحكام يغتصبون الشرعية باسم الشرعية ويستهبلون شعوبهم ويدعون بأنهم قابلوا رب العزة مرتين وأنهم يرون مالا نرى.. في مصر يقول رئيسها موجها خطابه لشعبه "أنكم أنتم من أتيتم بي إلى سدة الرئاسة وسأغادرها إذا رغبتم بذلك وهو الذي قتل أكثر من خمسة آلاف من شعبه وكبت الحريات واختطف السلطة ويعود ليقول بأنه سيترك السلطة إذا كانت إرادة الشعب تبغي ذلك أي هراء وأي استغفال أكثر من ذلك؟؟ .
في سوريا يقتل الأسد شعبه في درعا والغوطة وحمص واللاذقية وتقول وسائل إعلام السفاح بشار أن هذه الجماعات مدعومة من الكيان الصهيوني...في الجزائر غربا يتحدث بوتفليقة عن إرادة الجماهير التي انتخبت شخصا فاقد الأهلية وكأن الجزائر شعب عقيم ليس فيه رجال؟ أما في اليمن فقد دمر المخلوع الشاويش عبدالله صالح بلده مرتين مرة بنهب أكثر من ستين مليار من ثروات الشعب اليمني عندما كان رئيسا لمدة ثلاثون عاما طباقا والثانية بتدمير منجزات اليمن ومؤسساته ووحدته الوطنية بعد أن تم خلعه من قبل الشعب .
أما بالنسبة لممارسات الحكام في دول العائلات والقبائل في الشرق والغرب العربي ومواقفهم المناهضة لإرادة الشعوب العربية الساعية للحرية والكرامة فأقل ما يقال فيها بأنها أكثر إيذاء لمصالح الأمة العربية والإسلامية من مواقف أعداء الأمة.
غريب أمر هؤلاء الحكام الحشاشين الذين يستهينون بذكاء شعوبهم ويضحكون عليهم جهارا نهارا ويستمرون في نهب شعوبهم وتدمير مقدرات الناس وللأسف ما زلنا نجد في هذه الشعوب من يصدقهم ويدافع عنهم ويحميهم ويدعوا لهم من على منابر المساجد.
لا تستغربوا أيتها الأخوات والإخوة إذا ما استمر هؤلاء الحكام الدكتاتوريين ردحا من الزمن ما دام الناس ينظرون الى أنفسهم كرعايا ومقيمين وليسوا مواطنين وأهل بيت في ديارهم وأوطانهم...هؤلاء الحكام ينامون ليلهم الطويل مرتاحين مغتبطين لهكذا شعوب نائمة أليفة يمكن الضحك عليها وشراء بعض مواطنيها بالمال حينا وبالجاه والسلطة حينا آخر في الوقت الذي تدعي هذه القيادات العائلية القبلية أن الشعب راض عنها وأن الجماهير تدعمها وأنها أخمدت جذوة الحركات الإسلامية غير "الوسطية" واستعادت ولاءات القبائل والعشائر أو أنها تجاوبت مع التيارات الشعبية الجارفة لتحمي الأمة من خطر التطرف الإسلامي الداهم إنهم يدعون أنهم حماة المقدسات وأنهم مفوضون بالوصاية العامة على مقدساتنا وأنهم حريصون على مصالح ومستقبل الأمة وهم في الواقع يفعلون كل ما بوسعهم لمقاومة الإسلام وشريعته ويصرون على إبقاء الإسلام حبيسا لجدران المساجد وبعيد عن السياسة حتى يستمروا في نهب شعوبهم واستعبادها.
إنهم يريدون إسلاما كهنوتيا حدوده الأديرة والمعابد فقط ...إنهم يريدون إسلام دروشة منشغل في العبادات فقط والإفتاءات والأحكام الشرعية في قضايا متصلة بشفط الدهون واستخدام المنشطات الجنسية والطلاق على الواتس أب ومقدار طول اللحية الشرعية وحكم استخدام السشوار وتصغيري الثديين أو تكبيرهما .
والخلوة بين الرجال والنساء العاملين في المكاتب .نسأل المولى جل في علاه أن ينتقم من كل أولياء الأمور الذين يسيئوا الى شعوبهم وينشروا الظلم ويحموا الفاسدين ويقاوموا ويظلموا من يدعون الى عزة الوطن واستعادة كرامة مواطنيه .