الايغال في اللاعودة
هوا الأردن - م. عبدالهادي الحوامده
منذ متى يدخل الرأي صاحبه الى السجن ؟؟؟!!!! وكيف حصل ذلك وأين يا وطني ومتى ؟!!! وما هي النتيجة المرجوة من اعتقال الناس على خلفيات رأي يطلقها الافراد في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة او حتى في إحدى المجالس .. هل يعتبر اعتقال فرد على خلفية رأي هو شكل من اشكال الإصلاح والرقي والتقدم الحضاري ام دفع لهؤلاء الافراد لطريق اللامصالحه واللاعوده لحضن الوطن ..
صدقوني انا لا اتهكم ولا اكتب إمعانا في النقد والتشريح والتعبير غير المجدي عن الرأي لكني اطرح طرحي هذا على امل خلق حوار وطني يفضي الى نتائج طيبة وملموسة لنخرج من عنق الزجاجة..
السجون تكتظ بالكثير من المعتقلين على خلفيات رأي وسواء اعترفنا بذلك ام لا وسواء صبغنا الكثير من التهم التي تبعد السجناء عن قضاياهم الحقيقية بمسميات جنائية مختلفة ولكن بالنتيجة فان من يسجن على خلفية قول او رأي مكتوب سواء اتفقنا معه او اختلفنا فهو سجين رأي سلبت منه حريته ووضع في بيئة ومكان ليس له فيهما أي علاقة بل ان اختلاط هذا الفرد في مثل تلك البيئات يخلق لديه مزيدا من الايغال في طريق اللاعوده والتشبث برأيه وفكره حتى لو كان خاطئ .. أتمنى ان نبقي المسائل في نصابها وان نتعامل مع أصحاب الآراء التي لاتتوافق معنا على انها آراء وليست جرائم وأتمنى ان لاتعتقد اية جهة انها صاحبة الرأي المطلق والسديد دون سواها فزمن المدن الفاضلة رحلت للابد واليوم وفي ضل امتلاك الشعوب لوسائل المعرفة والتواصل والتقارب فلم يعد هنالك احتكار للرأي والفكر والأسلوب ..
إيداع افراد على خلفيات رأي مهما كان هذا الرأي بعد ان تجاوزنا القرن العشرين بمراحل هو عوده لعصور الاقطاع والتطرف والهيمنة .
السجون خلقت للصوص والفاسدين والمنحرفين ولم تخلق ليودع بها اشخاص استخدموا السنتهم التي خلقها الله تعالى للتعبير عن مسألة عامة ربما انها لم تعجب البعض ... والدولة كل يوم تشكو من قلة الإمكانات والمديونية وو.. الخ من تلك المبررات وقد نسيت ان السجون تكلف الدولة ملايين الدنانير من الخزينة وتحول الكثير من الشباب المنتج من اداة منتجة وفاعلة في المجتمع الى رقم منسي خلف القضبان.. اتمنى ان تعاد دراسة النهج والسياسة المتبعة في الكثير من المسائل وتوفير الجهد والوقت الكافيين للحلول والتقابل لا الايغال في اللاعوده ... ودمتم.. مواطن اردني من إحدى شعاب هذا البلد الصامد.