آخر الأخبار
ticker مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات ticker عوني عمار فريج يحصد فضية بطولة المحترفين الرابعة للتايكواندو على مستوى المملكة ticker قرارات مرتقبة ومراجعة شاملة لمواقع قيادية في الأردن ticker المختبرات الطبية تدرس رفع الأجور ticker العرموطي يوجه 12 سؤالا للحكومة حول ضريبة المركبات الكهربائية ticker البنك الأردني الكويتي يبارك لمصرف بغداد حصوله على جائزة أفضل مصرف تجاري في العراق لعام 2024 ticker عزم النيابية: خطاب العرش خارطة طريق لمرحلة جديدة ticker البرلمان العربي يثمن جهود الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية ticker برئاسة الخشمان .. تسمية اللجنة النيابية للرد على خطاب العرش ticker السفير البطاينة يقدم اوراق اعتماده في حلف الناتو ticker وزير العمل: إعلان الحد الأدنى للأجور خلال 10 أيام ticker رئيس هيئة الأركان يستقبل قائد قوات الدعم الجوي الياباني ticker لقاء تفاعلي حول التعليمات الصادرة عن نظام إدارة الموارد البشرية ticker النوايسة يلتقي أعضاء قطاع الإعلام الشبابي في المعهد السياسي ticker بالصور .. الأمن ينفذ تمرينا تعبويا شاملا لمواجهة الطوارئ ticker افتتاح مشروع نظام تجفيف الحمأة في البيوت الزجاجية الشمسية ticker المصري يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها ticker وزير الأشغال يطلع على الأعمال النهائية لمركز حفظ المقتنيات الأثرية ticker ضبط كميات كبيرة من التمور مجهولة المصدر في الكرك ticker المستشار في الديوان الأميري الكويت يستقبل وزير الثقافة والوفد المرافق

أولا يكفي ذلك

{title}
هوا الأردن - حسين الرواشده

لا أدري اذا كان المواطن المسلم والعربي ما زال يشعر بالكرامة الوطنية ، والكرامة - هنا - مرادفة لمفهوم المواطنة الحقة ، وكلاهما يعبر بشكل او بآخر عن قوة الوطن التي تستمد شرعيتها من قوة المواطن ، وسواء كانت الاجابة بلا او بنعم ، فان التباسات كثيرة طرأت على مفهوم الكرامة ، واذا كانت ذاكرتنا ما تزال تردد مقولة من نوع “ نموت ليحيا الوطن “ ، فان مجانية هذا الموت او دوافعه المشبوهة احياناً دفعت البعض الى استيلادها بمقولة اخرى هي “ نعيش ليحيا الوطن “ ، ولا فرق بين الموت والعيش - هنا - إلاّ بمدى حضور الكرامة او غيابها.. حضورها يمنح الخيارين معنى وقيمة ، وغيابهما يجردهما من اي مدلول او قيمة. لا اريد ان استغرق في المفاهيم ولا في المقاربات بين الامة ـ الدولة ، والفرد ـ الشعب ، او الوطن ـ المواطنة ، باعتبار الاولى تمثل ارضاً ذات سيادة وشعب حر وقانون بينما يمثل الوطن حالة وجدانية يصعب تقييدها او قياسها الاّ على مسطرة الكرامة ، ولكنني أردت ان أعيد لذاكرتنا التي استرخت او استسلمت لمحاولات التهذيب والشطب (لكي لا أقول المسخ) بعضاً من المفاهيم التي تحتاجها اليوم وهي تصارع على اكثر من جبهة: جبهة البحث عن الرغيف ومستلزمات الحياة الاساسية ، وجبهة البحث عن الحرية والمشاركة والعدالة ، وجبهة الصراع المحتدم على الهوية والخصوصية ، وجبهة الدفاع عن الكرامة الذاتية والوطنية التي يحاول البعض اختطافها. والكرامة - هنا - ليست مجرد مفهوم يحتاج الى تحرير او تعريف ، وانما حالة تمارس وتتفاعل وتنمو ، قد تشعر بالمرض احياناً ولكنها سرعان ما تتعافى ، وبالقهر احياناً لكنها تتسامى ، وهي تحتاج الى تربة مناسبة ومناخات دافئة ، والى حاضنات سياسية واجتماعية وفكرية تحررها من الخوف ، وتحميها من الانجماد ، وهي - بالتالي - لا تُستدعى في حالات الخطر فقط ، ولا تستحضر عند الحاجة اليها ، وانما تتوالد بدافع الحب والرغبة ، وتصدر من ارادة حرة ، وتنتعش كلما أحست ببارقة امل ، او كلما تصاعدت قوة الوطن الذي تعتبر به ، وارتفعت اسهم المواطنة الحقة في بورصة الدولة التي تعتمد مسطرة الكرامة لقياس مكانة الانسان ـ المواطن فيها ، لا غيرها من المساطر. والكرامة - ايضاً - انجاز ، وأيّ انجاز؟ لا يتحقق الا في الاوطان التي تستقي ارادتها من ارادة مواطنيها ، وفي المجتمعات التي تتمتع بعافيتها الاجتماعية والاخلاقية ، وفي الناس الذين تجاوزوا كل انواع الانتماءات والمصالح الضيقة الى الانتماء للوطن الواحد ، والمبادىء المشتركة ، والمصالح العليا التي شاركوا في تحديدها وتوافقوا عليها. والكرامة الوطنية لا يمكن ان تنفصل عن الكرامة الشخصية ، ذلك ان احساس المواطن بالغبن او بالظلم او بغياب العدالة والمساواة.. الخ ، يجرح احساسه بالكرامة العامة ، ويرسخ لديه انواعاً شتى من الكراهية والانكفاء.. او فقدان الثقة وممارسة الوان النفاق الذي يضمن له استرداد جزء من المنافع الضائعة. ما احوج الكرامات المجروحة - اليوم لمن يدافع عنها ، او لمن يعيد فتح ملفاتها المنسية ، او لمن يطمئن اصحابها - الاموات والاحياء - بان ارادة صيانتها وحمايتها من العبث ما تزال موجودة.. ولن تستسلم لذاكرة النسيان.وما احوجنا لان نتذكر دائما باننا مكرمون لذاتنا من خالقنا ..اولا يكفي ذلك؟

تابعوا هوا الأردن على