النكسة ما زالت آثارها مستمرة الحلقة الثالثة
بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة بدأت جموع المغتصبين الصهاينة بالتوافد في أيام السبت من كل أسبوع على مدن الضفة والقطاع ضمن "جروبات" حيث كانوا ينتشرون في الساحات العامة والأسواق التجارية ويشكلون حلقات رقص وغناء في تحدٍ سافر لمشاعر الناس ، وكان هؤلاء دائماً في حماية جيش الاحتلال حيث كانوا بغنائهم يتهجمون على العرب والمسلمين ويتلفظون بكلمات نابية يندى لها جبين الإنسانية جمعاء على سيد الخلق رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وعلى الإسلام ، ولم يكن المسيحيين بأفضل حال من المسلمين بل نالوا منهم كما نالوا من المسلمين فتعرضوا لسيدنا عيسى "المسيح" عليه السلام وأمه البتول مريم العذراء ومقدساتهم ، وأمام هذا الاستفزاز السافر كانت تحدث مواجهات عنيفة بين هؤلاء المغتصبين والفلسطينيين المتواجدين كما كان الشباب يتعرضون لأسلاك الهاتف العسكرية للجيش الصهيوني الممددة على الأرض " لم يكن هناك تطور تكنولوجي في الاتصالات كما نحن عليه اليوم " إلى المراكز والنقاط العسكرية الصهيونية بالقطع وكان جيش الاحتلال يقوم باعتقال الشباب المتواجدين في المنطقة التي يتم فيها ذلك ، كما كانت تحصل مواجهات مع جيش الاحتلال حيث كانت سلطة الاحتلال تقوم بتدمير وهدم منازل من يشارك أبناؤها في مقاومة الاحتلال منذ الأيام الأولى لحصوله في سبيل إرهاب الناس وللضغط عليهم لمنع أبنائهم من مقاومة الغاصب المحتل لكن ذلك ولد احتقاناً زائداً ودفع بتوهج المقاومة بشكل أكبر .. ولمن لا يعلم فإن هدم المنازل في الكيان العبري في ذلك الحين لم يكن يتم بقانون بل ينفذ وفق قانون سنته سلطات الانتداب البريطاني لهدم منازل المناضلين الفلسطينيين الذي كانوا يقاومون المهاجرين الصهاينة وجيش بريطانيا الدولة المستعمرة التي أنهت انتدابها لفلسطين عام 1947 بعد أن تمكنت من تحويل وعد بلفور إلى واقع ملموس على الأرض .. فالمقاومة بدأت تتوهج وأخذت تنمو وتتصاعد حيث حدثت هبات عديدة كانت أبرزها بعد الاحتلال هبة عام 1976 م شاركت بها جموع غفيرة من سكان المدن والقرى وتأججت المقاومة وزجت سلطات الاحتلال بالآلاف ومن مختلف الأعمار في السجون وسقط المئات بل الآلاف من الشهداء في تلك الهبات والانتفاضات التي سأخوض الحديث عنها تفصيلاً في حلقات قادمة.. والكيان العبري ومنذ احتلاله لباقي الأراضي الفلسطينية في الرابع من حزيران سنة 1967 بدأ بإنشاء مغتصبات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني الذي يحدد المبادئ التي تطبق خلال الحرب والاحتلال.. حيث أن هذه المغتصبات فيها انتهاك لحقوق المواطنين الفلسطينيين المنصوص عليها في قانون حقوق الإنسان الدولي. ومن بين هذه الانتهاكات أن المغتصبات تنتهك حق تقرير المصير, وحق ملكية الأرض, وحق المساواة, , وحق حرية التنقل.
كما أن اتفاقية جنيف بشان حماية الأشخاص المدنيين وقت الحرب المؤرخة في 12/آب/1949, المادة 49، تحظر "على قوة الاحتلال ترحيل أو نقل جزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها".
كما أن محكمة العدل الدولية اعتبرت في 9/7/ 2004 أن المغتصبات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة, بما فيها القدس الشرقية, غير شرعية وتشكل عقبة في طريق السلام والتنمية الاقتصادية والاجتماعية وانتهاكاً للقانون الدولي.. وما تقوم به تل أبيب من خلق أمر واقع بالقوة على الأرض لا يمكن إن يكسب حقاً، حيث صدرت مجموعة من القرارات الدولية تؤكد ذلك وتنكر أي صفة قانونية للاستيطان أو الضم وتطالب بإلغائه وبتفكيك المغتصبات ومن ضمنها تلك التي تم إقامتها في القدس.
فمنذ عام 1967 صدرت قرارات هامة من مجلس الأمن عن ذلك أهمها القرار رقم 252 الصادر في عام 1968 الذي شجب قرار الحكومة الصهيونية بضم القدس وطالب بالعدول عن كل الإجراءات التي من شانها تغيير وضع المدينة المقدسة ، والقرار رقم 298 الصادر في عام 1971, الذي اعتبر أن مصادرة الأراضي والممتلكات وتغيير وضع المدينة المقدسة والتهجير القسري للفلسطينيين وسن تشريعات وضم القطاع المحتل لاغياً .
وهناك القرار رقم 446 الصادر في عام 1979 الذي أعلن عدم شرعية سياسة ما يطلق عليه الاستيطان في الأراضي العربية المحتلة بما فيها القدس، والقرار رقم 465 الصادر من عام 1980 الذي طالب الكيان العبري بوقف الاستيطان والامتناع عن بناء مستوطنات جديدة وتفكيك تلك المقامة آنذاك مطالباً الدول الأعضاء بعدم مساعدة الدولة العبرية في بناء المستوطنات.
والقرار رقم 478 الصادر في عام 1980, الذي دعا إلى عدم الاعتراف بالقانون الصهيوني الصادر في 30/7/1980 الذي يقضى بجعل القدس عاصمة موحدة أبدية لــ الدولة العبرية, وبموجب ذلك فإن التسارع في وتيرة النشاط الاستيطاني الصهيوني غير قانوني في المغتصبات في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، والذي فيه خطوة خطيرة نحو فرض واقع أليم على الأرض الفلسطينية وحلقة من مسلسل الاستخفاف الصهيوني بقرارات مجلس الأمن الدولي الصادرة بهذا الشأن.
وعودة إلى بدء فإنني سأكمل في هذه الحلقة الحديث عن الاعتداءات الصهيونية التي حصلت على المقدسات الإسلامية والمسيحية منذ العام 1968 وحتى الآن حيث سعيت جاهداً سرد ما يمكنني سرده والذي يبقى نزراً قليلاً من تلك الممارسات الفاضحة لأن تناولها بالتفصيل لا يحتاج لمقال واحد أو مقالات هنا بل لمجلدات لتوفيه حقه:
أولا: الاعتداءات الصهيونية على المقدسات الإسلامية بعد العام 1967 وحتى 1994 :
- في العام 1968م.. صدر قرار صهيوني بمصادرة الأرض الفلسطينية في القدس المحتلة وامتلاكها، بدعوى أنها أراضي دولة رغم وجود أصحابها ومالكيها الأصليين، وبالتالي صودرت في حينه في إطار قرار مصادرة شمل 3345 دونماً..- في العام 1969 قام الإرهابي اليهودي الأسترالي “دينيس مايكل”، مدعوماً من العصابات اليهودية المغتصبة للقدس بإحراق المسجد الأقصى المبارك في جريمة تعتبر من أكثر الجرائم إيلامًا بحق الأمة وبحق مقدساتها،حيث تمكن من الوصول إلى المحراب، وإضرام النار فيه في محاولة مبيتة صهيونياً لتدمير المسجد، وقد أتت النيران على مساحة واسعة منه لكن المقدسيين ومن كانوا يتواجدون في المسجد من الفلسطينيين حالوا دون امتدادها إلى مختلف أنحائه.. كما افتتحت الدولة العبرية في العام 1970 كنيساً يهودياً جديداً تحت المسجد الأقصى، يتكون من طبقتين، الأولى مصلى للنساء، والأخرى مصلى للرجال تقام فيه الصلاة، وكان موازٍ لقبة الصخرة المشرفة، وهو على مسافة 97 متراً من مركز القبة..- المحكمة المركزية الصهيونية في العام 1976 منحت اليهود الحق في الصلاة داخل الحرم، وفق ما قرره وزير الشؤون الدينية “إسحاق رافائيل” حين قال: إن الصلاة في منطقة الحرم هي مسألة تتعلق بالشريعة اليهودية وهو ذات الحديث الذي أدلى به نتنياهو لاحقاً..- في العام 1979 م استولت القوات الصهيونية على الزاوية الفخرية التي تقع في الجهة الجنوبية الغربية من ساحة المسجد الأقصى المبارك..- في العام 1980م أعلنت الدولة العبرية ضم القدس المحتلة إليها، وأعلنت أن القدس بشطريها عاصمة موحدة للكيان الغاصب.. - في العام 1981 اقتحم أفراد من حركة “أمناء جبل الهيكل” الحرم القدسي الشريف برفقة الحاخام “موشى شيغل”، وبعض قادة حركة “هاتحيا”، للصلاة فيه وهم يرفعون العلم الصهيوني ويحملون التوراة>.- في العام 1982م أقدمت مجموعة من الشباب اليهود المتدينين على اقتحام المسجد الأقصى عبر”باب الغوانمة..- في العام 1983م تم تشكيل حركة متطرفة في الكيان العبري وأمريكا، مهمتها إعادة بناء جبل الهيكل في موقع المسجد الأقصى، إلى جانب اكتشاف عدة فتحات جديدة تحت الحائط الجنوبي للمسجد الأقصى، يعتقد أن المتطرفين اليهود قاموا بحفرها أثناء محاولتهم اقتحام الحرم الشريف..- في العام 1984م أقامت حركة متطرفة تطلق على نفسها اسم “مخلصي الحرم” “صلوات عيد الفصح” العبري، وقدمت “القرابين” في المسجد الأقصى المبارك، بعلم رئيس الوزراء الصهيوني ووزيري الداخلية والأديان. وكما اكتشف حرّاس الأقصى المسلمون عددًاً من الإرهابيين اليهود في الساحات المحيطة بالمسجد وهم يعدون لعملية نسف تامة للمسجد مستخدمين قنابل ومتفجرات ومواد متفجرة تزن مائة وعشرين كغم من نوع "تي.إن.تي"..- في العام 1986عقد حاخامات يهود اجتماعاً خاصاً قرروا فيه بصورة نهائية السماح لليهود بأداء الطقوس في المسجد الأقصى، وقرروا إنشاء كنيساً في إحدى ساحاته..- في العام 1989م سمحت الشرطة الصهيونية بإقامة صلوات للمتدينين اليهود على أبواب الحرم القدسي الشريف، وذلك للمرة الأولى رسمياً، بالإضافة إلى وضع جماعة أمناء”الهيكل” اليهودية حجر الأساس لبناء “الهيكل” الثالث، قرب أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك..- في العام 1990م حاولت حركة ما يسمى”أمناء جبل الهيكل” اقتحام المسجد الأقصى؛ لوضع حجر أساس “للهيكل” المزعوم، وارتكاب مذبحة الأقصى الأولى على يد قوات الاحتلال ضد المسلمين المحتجين على ذلك؛ مما أدى إلى استشهاد 34 مسلمًاوجرح 115 آخرين..- في العام 1993م بدأت مرحلة أخرى من تهويد القدس، وهي عبارة عن رسم حدود جديدة لمدينة”القدس الكبرى”، وتشمل أراضيَ تبلغ مساحتها 600 كم2 أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية لتبدأ حلقة جديدة من إقامة مستوطنات خارج حدود المدينة..- في العام 1996م دخل المسجد الأقصى في سلسلة من الاعتداءات الجديدة من الصهاينة، تمثلت في حفريات صهيونية خطيرة تؤدي إلى اهتزازات في الحائط الجنوبي الغربي للمسجد الأقصى، وخروج مطالبات بتقسيم الحرم القدسي الشريف ..- أرئيل شارون، رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، وفي تحدٍ سافر قام بريارة للمسجد في أواخر العام 2000م، كانت وراء تلك الزيارة تفجر انتفاضة الأقصى في الشارع الفلسطيني، أوقعت آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، وارتكبت بحق الشعب الفلسطيني أبشع المجازر وعمليات القتل وجرى القتحام مناطق السلطة الفلسطينية دون استثناء وحوصر فيها الرئيس الراحل ياسر عرفات بمقره في مكتب المقاطعة في رام الله وبقي محاصراً فيه حتى جرى تسميمه من قبل الصهاينة ما أدى إلى استشهاده ، في ظل استمرار صمت عربي وإسلامي ودولي على ما يحدث في ساحات المسجد الأقصى ومن تجاوزات في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، والتي ما تزال مستمرة حتى الآن..- أما أبرز ما في عام 2002فقد كان إنشاء جدار الفصل العنصري والذي بدأ بناؤه في عهد حكومة أرئيل شارون ، الأمر الذي أدى إلى ابتلاع مساحات شاسعة من أراضي الفلسطينيين وضيق الخناق على تنقلاتهم في أملاكهم وبين محافظات الوطن . . في العام 2004م نظم حزب “تكوماه” اليميني الصهيوني مسيرة استفزازية حول أسوار المسجد الأقصى وبمحاذاة أبوابه، وشعار المسيرة كان هو “بناء الهيكل”، وذلك على حساب المسجد الأقصى المبارك، إلى جانب تحطيم مجموعة من المتطرفين اليهود أعمدة رخامية أثرية بالقرب من المتحف الإسلامي داخل ساحة الأقصى، يعود تاريخها إلى العصور الإسلامية الأولى..- في العام 2005 م أصدرت منظمات يهودية متطرفة أبرزها “الحركة من أجل إقامة الهيكل”، و”حركة رفافاه”، و”منتدى الخلاص الإسرائيلي” إعلانًا تحرّض فيه عامة الجمهور الصهيوني على اقتحام جماعي للمسجد الأقصى يوم السادس من شهر حزيران- يونيو، أي في الذكرى الـ 38 لاحتلال القدس..- في العام 2006م افتتح مسؤولون يهود غرفة جديدة لصلاتهم في ساحة البراق “المبكى”، بحضور رئيس الاحتلال “موشي هكتساف”، ورئيس بلدية الاحتلال في القدس “أوريلو فوليانسكي”، والحاخام ينال رئيسين في الدولة العبرية.. - في العام 2007م ادعت سلطات الاحتلال اكتشافها لطريق واسع يعود لفترة الهيكل الثاني بزعمهم، ويمتد بين سلوان وحائط البراق تحت الأقصى المبارك لتتحقق نبوءة رئيس دولة الاحتلال التي عبر عنها في عام 2006م.. – أما خلال عامي 2008-2009م فقد تميزت هذه الفترة بهجمة كبيرة من الاحتلال على المسجد الأقصى، شملت عمليات تضييق وتحريض، واعتداءات، واعتقالات غير مسبوقة في حدتها وتصعيدها وتكررها، كل ذلك على خلفية النشاطات المتمثلة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك..- في العام2010م قررت المحكمة اللوائية الصهيونية في القدس الموافقة على بناء جسر المغاربة، لتغيير معالم ساحة البراق في المدينة المقدسة، حيث اتخذت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس قرارات بتغيير معالم ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة،واستحداث باب في سور المدينة..- في العام 2011م افتتحت سلطات الاحتلال الصهيوني رسمياً نفقًا جديداً، يمتد من حي وادي حلوة ببلدة سلوان، إلى المسجد الأقصى، بطول 200 متر تقريباً، ويمتد هذا النفق من مدخل حي وادي حلوة، ويمضي شمالاً باتجاه المسجد الأقصى؛ مخترقًا سور البلدة القديمة في القدس المحتلة..- في العام2012 بدأت سلطات الاحتلال الصهيوني محاولات لنزع الأراضي من المواطنين الفلسطينيين، بنصب العديد من القبور الوهمية “نحو 50 قبراً” على مساحة 20 دونماً من أراضيهم في المنطقة الشمالية لبلدة سلوان، التي تقع بين البلدة والمسجد الأقصى المبارك؛ وذلك لفصل المنطقة عن أسوار المسجد الأقصى..- في العام2013م: شهد هذا العام ارتفاع وتيرة بناء المستوطنات، فقد قامت سلطات الاحتلال الصهيوني ومن خلال أذرعها المختلفة المسؤولة عن البناء في المستوطنات بإقرار بناء نحو “18000”وحدة سكنية في المغتصبات الصهيونية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حيث تركزت بين الموافقة على خطط وطرح عطاءات وإصدار تراخيص بناء، بعضها نفذ وبعضها قيد التنفيذ والبعض الآخر بانتظار إتمام إجراءات البناء..- في العام2014م: اقتحم الحاخام المتطرف يهودا غليك للمرة الثانية المسجد الأقصى المبارك عبر باب المغاربة مع مجموعة من المستوطنين، ؛ حيث قاموا بالصعود إلى سطح قبة الصخرة باستخدام الدرج المؤدي له من البائكة المحاذية لمكتب الحراس. وحصلت مشادات كلامية بين المتطرفين والمرابطين في المسجد. وصدر خلال العام المنصرم أن برلمان الاحتلال”الكنيست” يعتزم طرح مشروع قانونٍ جديد للتصويت الشهر المقبل يُتيح تقاسم المسجد الأقصى المبارك، زمنيًّا ومكانيًّا، بين اليهود والمسلمين. وتواصلت انتهاكات سلطات الاحتلال والمغتصبين خلال العام 2014 والعام 2015 والعام الحالي ضد المسجد الأقصى المبارك، حيث تخطت ما يربو عن الخمسين انتهاكاً واعتداءً عليه، ويواصل الاحتلال معاقبة المرابطين والمرابطات فيه بالاعتقال والاعتداء عليهم والإبعاد عنه وعن القدس الشريف. كما تواصلت اعتداءات بلدية الاحتلال وسلطاته على مقبرة مأمن الله، بالإعلان عن قرب افتتاح مطعم يقدم القهوة والطعام، وأنواعاً من الخمور، أقامته البلدية مؤخراً على أنقاض الجزء العلوي من مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدس، في ظل استمرار المخططات التهويدية، في الوقت الذي يحتل الأقصى نصيب الأسد في الحملة الانتخابية الإسرائيلية بصورة تنافسية مقيتة.
* الاعتداءات على المقدسات المسيحية منذ العام 1968 :
بعد أن تناولت ما تعرضت له مقدسات المسلمين نتناول ما تعرضت لها مقدسات المسيحيين من اعتداءات حيث أن الخطر يتهددها جميعاً ندرج تالياً أهم تلك الممارسات :
- في عام 1968م سطا الصهاينة على كنيسة القيامة في القدس وتمكنوا من سرقة المجوهرات الموضوعة على تمثال العذراء الكائن في مكان الجلجثة، داخل الكنيسة وفي عام 1969 سطوا على ذات الكنيسة وتمكنوا من سرقة التاج المرصع باألحجار الكريمة الموضوع على رأس تمثال العذراء مريم في كنيسة الجلجثة وقد شوهد التاج وهو يعرض للبيع في أسواق تل أبيب. كما أنهم في ليلة عيد القيامة..- بتاريخ 25/4/1970م احتل مئات من رجال الشرطة الصهاينة المسلحين بطريركية الأقباط الأرثوذكس وكنائسهم بالدير القبطي (دير السلطان) مما اضطر مطران الكرسي الأورشليمي إلى إلغاء الاحتفالات الدينية، وأصدر بيانا شجب فيه التعدي الصهيوني الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ المقدسات كما قال. . كما أنه وفي تشرين أول سنة 1970م قامت سلطات الاحتلال بعقد صفقة مزورة لشراء الدير الفرنسي المعروف بالنوتردام للرهبنة الكاثوليكية الفرنسية بصورة احتيالية. وصادرت قوات االحتالل قطعة أرض لبطريركية الروم الأرثوذكس قرب فندق الملك داود و استولت سلطات الصهاينة على جميع أبنية مدرسة شنللر الألمانية بالقدس. . و قامت سلطات الاحتلال بتاريخ 24/3/1971م بمحاولة حرق كنيسة القيامة عندما دخل شخص صهيوني وأخذ يحطم القناديل الأثرية على القبر المقدس ولولا نجدة الرهبان لفعل فعلته وأحرق الكنيسة.