مش محرزات
بعد الدخول بالعشر الأواخر من رمضان وبعد أن ختم أبو خليل القرآن الكريم مرتين بلّش يدَوّر على عائلة مستورة يعطيها صدقة الفطر ، أبو خليل عنده ولد وبنت بالإضافة لأم خليل يعني زكاة الفطر اللي بده يطلعها ما بتجاوز السبعة دنانير ... بدأ أبو خليل بعمل مسح لفقراء حارته ، ثم انتقل بالمسح إلى الحارات المجاورة ...عملية المسح أخذت من أبو خليل أكثر من خمسة أيام ، وكل ما ينوي يعطيها لواحد بصير الفأر يلعب بعبه وبصير يقول بحاله : مهو حالته أحسن من حالتي بكثيييييير ويمكن في ناس بحاجة أكثر منه ..وبعد تفكير طويل ودراسة نتائج المسح قرر أبو خليل أن يعطي الفطرة لجاره أبو حسين ( لأنه أبو حسين عنده عشرين نفر وما عنده دخل إلا راتب التقاعد) نطت أم خليل وقالت : اتق الله يا رجل أمبارح اشترى لزوجته غسالة أوتوماتك ( وهي ما بتعرف انه اشتراها بالأقساط المريحة وطلع سعرها عليه مضاعف)... نفخ أبو خليل مطولاً ( واتأفأف) ..رجع قال: طيب خلينا نعطيها للحجة عيشه المسكينة مريضة وباركة وساكنة لحالها بغرفة وحمام وعايشه على راتب المعونة ...نطت أم خليل من جديد وقالت : هو بالله عليك تسكت أحسن لك ، مهي الحجة عيشة إعظامها ذهب وأنت ما شفت خاتم الذهب إلي بيدها وروح شوف تحت فرشتها قديش في مصاري،... صَفَن أبو خليل شوي بحاله وقال: طيب شو رأيك نعطيها لجارنا أبو سعيد والله مبين انه طفران هالزلمة ، أم خليل قالت باستهزاء : يا شاطر أبو سعيد عنده ثلاث شباب الواحد منهم ما بفوت من الباب وأم سعيد فصَّلت ثوب مطرز بخمسين دينار....ظل أبو خليل يدور على عائلة مستورة وكل ما يختار حدا بتتنطح له أم خليل وبتحاول التخريب..( والله ما بعرف ليش هو من باب الحسد وإلا شو... ) ... شو بدك بطول السيرة خلص رمضان والناس عيَدت و أبو خليل وأم خليل بعدهم ما بين مد وجزر ومابين مسح اجتماعي للحارات والعائلات الفقيرة والمستورة...أبو خليل ضيّع أجر إخراج زكاة الفطر من وراء المشاورات والمسح والتجوال ، ومن وراء مراقبة أم خليل للناس وأحوالهم ... الله يسامحك يا أبو خليل كلهن سبع ليرات مش محرزات كل التعب والمشورة والمسح وعمل استبانات ودراسة حالة ، وصدقني الشيء الحلو ما بده مشاورة....الله يصلحك يا أم خليل كل سنة بتعمليها بالزلمة .