آخر الأخبار
ticker مساعدة: دولة فلسطينية شرط أساسي لاستقرار الشرق الأوسط ticker عطية: حماية أرواح الأردنيين لا تقبل التبرير ticker مقتل 4 عناصر من الأمن السوري برصاص مسلحين في ريف إدلب ticker إجراءات الحصول على تذاكر مباريات النشامى في مونديال 2026 ticker 20 دينارا للأسرة .. الحكومة تصرف معونة الشتاء لمرة واحدة ticker الحكومة ترفع الرسوم المدرسية على الطلبة غير الأردنيين إلى 300 دينار ticker نظام معدل للأبنية والمدن .. تخفيض قيود المشاريع ورسوم بدل المواقف ticker إعفاء لوازم مشروع الناقل الوطني من الضريبة والرسوم ticker مجلس الوزراء يكلف الاشغال بطرح عطاءات مدينة عمرة ticker الأردن يدين الهجوم على قاعدة أممية في السودان ticker إحالة مدير عام التدريب المهني الغرايبة إلى التقاعد ticker الملك يلتقي فريق الجناح الأردني في إكسبو 2025 أوساكا ticker السفيران سمارة والمومني يؤديان اليمين القانونية أمام الملك ticker الجمارك تضبط 25 ألف حبة مخدرة و50 غراماً من الكريستال ticker الملك يطلع على خطة الحكومة لتطوير المرحلة الأولى من مدينة عمرة ticker الأردن يؤكد وقوفه مع استراليا بعد الهجوم الإرهابي ticker قافلة المساعدات الأردنية تصل إلى اليمن ticker ربيحات: مدافئ حصلت على استثناء لإدخالها بعد عدم تحقيقها للمواصفات ticker الشموسة .. نائب جديد يطالب باستقالة وزير الصناعة ومديرة المواصفات ticker ضبط أكثر من 1411 اعتداء على خطوط المياه خلال شهر

و"صمت" منجنيق داعش!

{title}
هوا الأردن - محمد أبو رمان

نعى تنظيم "داعش"، أول من أمس، المتحدث باسمه وأحد أبرز قادته، "أبو محمد العدناني"، الذي أصبح مسؤولاً عن قسم العمليات الخارجية في التنظيم في الأشهر الماضية. وقد قُتل بعد تعقبه بطائرة من دون طيار في محافظة حلب في سورية.
العدناني هو السوري، طه صبحي فلاحة، من بلدة بنش في محافظة إدلب. انضم إلى تنظيم "قاعدة العراق" (عندما كان تنظيم "داعش" جزءاً من شبكة "القاعدة" العالمية)، واعتُقل في العراق في العام 2005، ثم أصبح أحد أبرز الوجوه البارزة في "داعش"، بل قد يكون أهمّ سوري فيه.
وبرغم أنّ العدناني ليس الأول من قيادات الصف الأول الذين يتم قتلهم؛ إذ سبقه قادة عسكريون بارزون، مثل أبو علي الأنباري، وأبو مسلم التركماني، وعمر الشيشاني، وقبلهم حجي بكر، وعبدالرحمن البيلاوي، وغيرهم، فإنّ قيمة العدناني لا تبرز في دوره العسكري بدرجة أولى، بل في أحد أبرز مصادر القوة التي يعتمد عليها "داعش"، وهي "الرواية الإعلامية".
لم يكن العدناني، في الفترة الماضية، مجرّد ناطق رسمي باسم التنظيم، بل لعب دوراً ملحوظاً في بناء روايته السياسية والفكرية وتصميمها، وترويج أيديولوجيته الصلبة، والسجال مع زعيم تنظيم "القاعدة" المركزية، وتقديم رؤية "داعش" للأحداث الدولية والإقليمية والمحلية.
كانت خطابات العدناني تمثّل، لأبناء التنظيم وأنصاره في مختلف دول العالم، الذخر المعنوي في الحرب النفسية والإعلامية العالمية، فهو أصبح الصوت البارز للتنظيم في العالم الذي يعرف كيف يخوض حرباً مع خصومه.
وكان اسم العدناني قد بدأ يتردّد، في الأوساط الإعلامية العالمية، مع بداية الخلافات بين "داعش" و"جبهة النصرة". ثم سطع نجمه إعلامياً عندما ظهر (مع تمويه بصري) في شريط مصوّر مع أبو عمر الشيشاني في 29 حزيران (يونيو) 2014، وهما يقفان إلى جانب آلياتٍ تزيل الحدود بين العراق وسورية، معلناً نهاية حقبة "سايكس-بيكو"، وانتهى الشريط بقتل عدد من "حرس الحدود" العراقيين. ليعلن العدناني نفسه (في كلمة بعنوان "هذا وعد الله") الخلافة الإسلامية.
عُرفت كلمات العدناني بصلابة وشراسة لا تقل عن دموية التنظيم الذي يمثّله؛ فلم يكن يحاول إخفاء هذا "الوجه المتوحش" لتنظيمه، بل كان يتفنّن في التعبير عنه وترويجه، بلغةٍ تزاود على الأفلام المصوّرة التي تُظهر التنظيم وهو يقوم بعمليات الذبح والقتل، بالسكاكين والإغراق والرصاص، بما تجاوز أي تنظيم جهادوي سابق، حتى "القاعدة" الأمّ نفسها.
لم توفر شراسة العدناني زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني، الذي نال حظّاً وافراً من اتهامات الأول، ومثله الظواهري نفسه. إذ فاجأ العدناني أنصار السلفية الجهادية في العالم بقسوة ردوده على الظواهري؛ ففي كلمته "عذراً أمير القاعدة"، اتّهم العدناني الظواهري بالانحراف عن نهج "قاعدة بن لادن". وأحرج "القاعدة" عندما كشف عن سرّ الصفقة التي كانت قد عقدتها مع إيران، بعد الحرب الأفغانية 2001.
على الرغم من هذه الكلمات القاسية والعنيفة، فإنّ العدناني حظي بشعبية جارفة في أوساط أنصار التنظيم وأتباعه، إذ عزّز الصورة الصلبة القاسية التي عمل التنظيم على الظهور بها، منذ مرحلة الزرقاوي، مروراً بأبو عمر البغدادي، وأبو حمزة المهاجر، وصولاً إلى أبو بكر البغدادي والعدناني.
أصبح أبناء التنظيم وأنصاره ينتظرون خطابات العدناني هذه على أحرّ من الجمر، فهي الأكثر قدرة على ترسيم معالم الرواية السياسية والإعلامية لهم. لذلك، أطلقوا عليه مفتخرين وصف "منجنيق الدولة الإسلامية"، كنايةً عن حجم تأثير كلماته وخطابه الإعلامي.

تابعوا هوا الأردن على