سوق الوحامة
مفلح تزوج بعد سن الثلاثين ، وصار يتحسّر على السنين اللي ضيعها وهو عزابي لما قارن حياته بأيام العزوبية ( يعني عايش لورد، خبز مخبوز ومَي بالكوز)، لكن شو بده يعمل هيك كان ظرفه أقوى منه ... وصار لما يمشي مع المدام بالشارع ينفش حاله ويفرش ريشه ، وعلى رأيه انه عايش عيشة ملوك...ومع الأيام ولله الحمد حملت زوجة مفلح ...ولما سمع مفلح بالخبر طار من الفرح وما حدا عاش فرحته ..ووصى مرته ما تدق ولا دقة بالدار ..فصار يجلي ويغسل ومعظم الأيام كان يطبخ ... ومع أيام الحمل الأولى صارت مرت مفلح تطلب شغلات غريبة ... أول يوم طلبت لوز حامض والمشكلة اللوز بعده ما نزل على السوق..وثاني يوم طلبت بطيخ صيفي (بعز المربعانية).. وبعد يومين طلبت بامية خضرا ...وكل ما تطلب شيء ،مفلح ينزل عالسوق يدور وإذا مش موجود الطلب بالسوق كان يروح على سوق الوحامة يجيبه (وفعلاً مفلح مش مقصر )...وكانت مرت مفلح تقعد تالي النهار مع الجارات و تحكي عن وضعها (يعني سوالف نسوان).. ففي وحده من جاراتها قالت : ولك يا هبله طالبه وطالبه اطلبي إشي مسعد مهي فرصة ، يعني شو في نواقص بالدار أطلبيها بهاي الفترة بحجة الوحم .... وبالفعل لما رجعت مرت مفلح على الدار طلبت كولر ماء وقالت إذا ما بتجيبه اليوم يمكن يصير للمولود شيء ...مفلح انطلق مباشرة وجاب كولر ...وبعد أكم يوم طلبت ميكروويف وحكت لمفلح نفس الحكي ( إذا ما جبته بطلع رأس الولد زي الميكروويف) ..وظلت مرت مفلح على هذا المنوال مرة تطلب تجديد التلفون ومرة تطلب شاشة... ومفلح المسكين عاف حاله من كثر الطلبات القاسية حتى خربت عليه فرحة الحمل (يعني لو ظل مفلح على مشاوير سوق الوحامة ارحم)...
فهذه الحالة التي تعيشها معظم النساء ما بين وهم و وحم وما بين حاجة فعلية وحالة نفسية..تحتاج إلى قلب كبير وصدر واسع من الزوج لأنها حالة صعبة تمر بها المرأة بالمقابل بدها شوية منطق بالطلبات ..يعني مش تطلب مباريم ذهب وتقول هذا وحم (والله هذا خراب بيوت)...