مصالح متضادة
إن من يتفنن في إيجاد مبرارات ومسوغات لسؤ عمله وصنيعه وإن كان عى حساب الوطن ، لا يعبأ بما يصيب غيره من اذى وليس لهذا الشخص أي ذرة من إنسانية في طبعه.
فحب الجاه والمنصب والسلطة يعمي بصيرته ويطمس على قلبه ويصم سمعه ويلغي ضميره من أجل مصلحة في دنياه ناسيا ومتناسيا آخرته التي يجب ان يعد لها العدة وقد بلغ من العمر عتيا ، فلا هم لدى الكثير من بني البشر إلا أن يكون في بحبوحة من العيش ولو على حساب غيره ، فلا فرق عنده ، ولو كان الأمر يتطلب لو إستغل ونهب وسرق مقدرات الوطن في سبيل الوصول لما يريد فتلك هي الغنيمة في نظره وتفكيره الدنيئ.
نعيش في زمن أضحت المناصب وراثة، والوظيفة تعطى بمنة ومكرمة، ممن تفننوا في سرقة خيرات الوطن .
فهل يعقل ان تكون المناصب حكرا على الوزير وابنه؟
وهل يقبل أن يستغل المنصب في سفرات وبدلات وإقامات خارج الوطن بمبالغ فلكية؟ إضافة لراتب مستحق؟
متى يكون لدى صاحب منصب عفة اليد ؟ ومتى يكون لصاحب منصب شعور بغيره ممن لا يجد قوت يومه ؟ وهو مبرطع يصول ويجول على حساب الكادحين في الوطن؟
متى يجد هذا الذي نهب وسرق متى يجد الشجاعة وان يعود لدينه وضميره ويعيد اموالا نهبت ؟ وان يعيد حقوقا سلبت؟ وأن يقول إني أخاف الله ، إنني تبت الى الله!!! ، لا اعتقد أن واحدا من أصحاب الأرصدة المتخمة، والكروش المتدلية سيصحو له ضمير، ولن يتحرك فيه نحو الصراط القويم ، طالما وجد نبعا منه يعبئ مكياله ويزيد؟؟
ولهف نفسي عليك يا وطنا ضممت بين جناحيك من يستحق ومن لا يستحق المقام فيك.ولهؤلاء الذين لم يتوانوا عن سؤ أفعالهم أقول قف مع نفسك بصحوة ضمير وحاسب نفسك قبل ان تحاسب.
وتذكر ان يوم الحساب عند خالق الكون عسير، إن لم يكن لك عنده حساب وتفكير.
وصدق من قال:
عطفوا عليك فأوسعوك أذى
.............وهـم يسـمّون الأذى مـننا
وجنوا عليك فجردوا قضـبا
.............مسنونـة وتـقدموا بقـنا