تدخلات اللحظه الأخيره !
هوا الأردن - د. بسام روبين
يشتهر الاردن بالمنسف كما ويتميز بتدخلات اللحظه الاخيره احيانا وكلاهما من روافع الضغط والسكري والكوليسترول الا ان تقديم الاول يدل على الطيب والكرم والصفات الحميده اما الثاني فهو سلوك سيء وقبيح يمارسه بعض المتنفذين في الدول لاحقاق باطل وابطال حق وتعتبر معظم تدخلات اللحظه الاخيره الذراع الاقوى للفساد وهي سبب رئيسي لبقائه وانتشاره كونها تؤمن له سياج حلزوني باستقدام اشخاص غير مؤهلين يدينون بالولاء لمن جاء بهم ويأتمرون بأمرهم سواء أكان ذلك في القطاع العام او الخاص .
تدخلات اللحظه الاخيره هي من تخلخل نتائج انتخابات نيابيه او بلديه وحتى نقابيه قد يدخل من خلالها الفاشل ويخرج صاحب الحق وهي من تأتي بشخص ينظر اليه المجتمع كأنف واذ به يتحول الى عين يجالس الوجهاء والاعيان وله صوت في الميزان وهي من تجعل مواطنا ذا كفاءه يتقدم بطلب توظيف ويسافر الى عمان مثقلا بخسائر تجهيزات المقابله وما أن ينتهي حتى تأتي تدخلات اللحظه الاخيره فتقتل اماله وتفضل عليه شخصا بربع كفاءته حيث يبدأ رحلة البحث عن مضمار جديد وهي من تمنع تنفيذ حكم صادر بحق مسؤول محصن حفاظا عليه لاسباب خاصه وهي من تسمح بتصدر بعض السفهاء للمجالس وتقدمهم على الوجهاء في بعض المناسبات الرسميه وهي من تشوه العداله وتجعل البريء متهما لاشغاله في اثبات برائته حتى انها تفاضل بين بعض موظفي عنق الزجاجه فتحيل سنام الكفاءات وتحتفظ بشراشيبها وهنالك العديد من الشواهد الحياتيه اليوميه الناتجه عن تدخلات اللحظه الاخيره التي تسبب الألم والوجع للعديد من الأسر وتزعزع مفهوم العداله بل تخلق حاله من الاحباط الاجتماعي تدفع معها بالعديد من اصحاب الحقوق المنقوصه للبحث عن اي أحد يرفع الظلم عنهم ويعيد لهم حقوقهم فتظهر اسواق الرشوه ويتمدد مع ذلك الفساد ليشمل فئات محترمه لجأت لاساليب غير نبيله من اجل تحصيل حقوقها وربما يكون استمرار ذلك سببا في انهيار المجتمع وتحويله الى مزارع خاصه تزرع وتقلع في ظروف غامضه بعيدا عن النزاهه والشفافيه وحقوق الانسان .
إن العداله في بعض الدول التي تسودها هذه الحاله الرديئه ربما تتحول الى لوحات جماليه تعلق على جدران مكاتبها وشعارات يتغنى بها الاعلام الرسمي في المناسبات لذلك من المفيد لهذه الدول التائهه ان تستيقظ وتستأصل هذا المرض المتصاعد عن طريق تطبيق القانون بحزم وعداله لانه الضامن القوي لايقاف تدخلات اللحظه الاخيره التي يؤدي تراكمها لحاله من الفشل الاقتصادي والسياسي والتشريعي وإنني هنا اتمنى على كل مسؤول في مختلف المواقع الرسميه والخاصه ممن يواجهون تدخلات اللحظه الاخيره ويسمونها ضغوطات ان لا يوقعوا قراراتهم بناءا على مكالمه هاتفيه او حضور لقب اكراما لحقوق الاخرين من ذوي الكفاءه لان استمرار الانصياع لهذه الضغوطات من شانه الاضرار بالدوله ونقلها من تدهور الى اخر وبالتالي تراجع في مخرجات معظم مرافق الشؤون السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والامنيه واية حقول استراتيجيه اخرى تستجيب لتدخلات اللحظه الاخيرة داعيا العلي القدير ان يرفع عنا بلاء الباطل من هذه التدخلات وان يعيد المنقوص من الحقوق لاهله وان يحفظ مجتمعنا من الامراض انه نعم المولى ونعم النصير.