دوده من عوده
مشهد كنتُ وانا طفلة اسمعه بين احتداد نقاشٍ في جلسات الكبار من الأهل وأصدقاءهم، ليتكرر هذه الأيام متجدداً على مسرح صفحات التواصل الاجتماعي الالكترونية ، ومع اننا نستخدم اخر ما توصل له العلم من أدوات الا انني أرى على هذه الصفحات اجترار لكلمات ومصطلحات فقدت معناها وما عادت بوقعها في هذا الزمان (مؤامرة ).
ولو تمحصنا في معنى هذه الكلمة لوجدناها بكل تأكيد مفرغة من مضمونها اذا ما تم ربط المعنى بالوضع والحال .فحال الماضي ليس كحال اليوم ، فقد ما كان يسمى بدول الطوق هي اليوم دول السفارات واُخرى دول النزاعات .
وفي نفس السياق دول الدعم هي اليوم دول رفيق الخصم ومنظمة التحرير هي اليوم ليست سوى حارسٌ في الداخل على كل مقيد وأسير .
وعودة على مصطلح المؤامرة ولا يكون التأمر الا على غير المقدور عليه، حيث لا يمكن مواجهته.
فأين الامس من اليوم ؟ منارات العلوم هي عصابات وتعصَّب وخصوم ، والطب والعلاج غلاء مسموم.
والمريض مع الطبيب مغروم . والمقدرات تلاشت بيد قريب وغريب من دولٍ لا يهمها سوى نهب كل الخيرات لتحقيق ربح معلوم ، وأخيرا موازنة يفوق سداد دينها كبئر مخروم .وليس لها من مصدرٍ سوى من جيب مواطن مكلوم.
فعن أي بعد ذلك بحاجة لمؤامرة على شجرة تأكلت من كثر الهموم.
كفانا نلوم الآخر بإخفاقاتنا ونردد كلماتٍ ومصطلحات تُوقف الفكر والعزيمة فينا ، فلكل كينونة قوة وضعف ، ويحيطها من حولها فُرصٌ وتهديدات ، وكل ما نحتاجه لا لوم على الغير، وإنما ادارة استراتيجية بأهداف موضوعية وبرؤية محققة.
أين الماضي المقدام بالخطط الخمسية والعشرية والتي حققت قيادة لهذا البلد؟
يقابلها اليوم دوائر ومؤسسات ووزارات تخطيط واستثمار وتنمية أرجعتنا فكرا وعلما واقتصادا وسياسة .