قصة نجاح لم تأت من فراغ
قصة نجاح لم تأت من فراغ، سيخلدها التاريخ اعترافا بجهد متواصل وفكر خلاق وإيمان رجال تحدوا واقع الفرقة لينشؤوا اتحادا هو الانجح في التاريخ المعاصر هو دولة الامارات العربية المتحدة.
واليوم والعالم يشارك الامارات فرحتها بيومها الوطني السادس والاربعين يبقى أهم عامل لنجاح الاستثناء الإماراتي ممثلا في وجود قيادة مستنيرة، ترى في نجاح كل إمارة نجاحاً للدولة في عمومها ورغم كل الصعاب والتحديات المحيطة إقليمياً، إلا أن الإيمان المتبادل بين القيادة والشعب من جهة، والرؤى المستقبلية لهذا الاتحاد من جهة ثانية، وضعا دولة الإمارات على موقع متقدم في الخارطة العربية والعالمية.
هذا الاتحاد الذي نعيشه اليوم بات واقعاً حضارياً وسياسياً واجتماعياً واقتصادياً ما كان هبة أو منحة وما كان مناله سهلاً يسيرا
فالحديث عن نجاح تجربة دولة الإمارات، وما حققته من إنجازات سياسية واقتصادية وثقافية على المستويين العربي والعالمي خلال ٤٦ عاماً، يثبت فعالية معنى الوحدة وقدرتها على تخطى العقبات بسلاسة، هذه الوحدة التي طالما كانت هدفاً وحلماً سامياً يراود العرب على اختلاف معتقداتهم ومذاهبهم السياسية.
إنها دولة تشهد على مدار الساعة تحولات جذرية في شتى القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والخدمية، وفق استراتيجيات طموحة تهدف إلى توظيف الإمكانات المتاحة لتحقيق التنمية المستدامة.
الإمارات اليوم، تسير مستخدمة القاعدة الاقتصادية والمالية القوية والصلبة التي تملكها، بثبات ووفق ضوابط ومعايير تؤسس لنموذج اقتصادي يستند على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة، مع ترسيخ نهج الانفتاح السياسي والاقتصادي والثقافي على العالم، وتدعيم علاقات الدولة السياسية المتوازنة إقليمياً ودولياً.
فبعد٤٦ عاماً على تأسيسها، أصبحت الإمارات واحة للرخاء والتقدم في منطقة نادراً ما شهدت استقراراً، وقد بات اقتصادها الأكثر تنوعاً بين اقتصادات الدول العربية والإقليمية، ونجحت في بناء أفضل بنية تحتية في العالم العربي، تستقطب أفضل وألمع الكفاءات العالمية.
ولعله من مميزات تجربة الإمارات هذا التناغم بين القيم العربية الشرقية ومنظومات التكنولوجيا الغربية الحديثة، وهذا الأمر الأخير رفع واقعها على المستوى المعيشي ومن حيث نوعية الحياة إلى المراتب العليا بين أرقى دول العالم.
عديدة هي الدول التي تمتلك ثروات طبيعية أو بشرية، لكنها ظلت تراوح مكانها ولم تتقدم، أما دولة الإمارات العربية المتحدة فقد باتت تفرض نفسها على الساحة العالمية بفضل خطط استراتيجية تخضع وبشكل مستمر للتقييم والتطوير في ظل تطبيق صارم لصيغة «دولة القانون»، حيث يتم تطبيق القانون على الجميع دون تمييز أو تفاوت، وحيث تعيش في تعاون وانسجام نحو مائتي جالية من مختلف أنحاء العالم.
تجربة دولة شابة اذهلت العالم بمسيرة حافلة بالعمل والإنجاز والعطاء، تراكمت مخرجاتها الكبيرة لبناء دولة ناهضة ومتطورة باستمرار.
*الكاتبة اعلامية اردنية في دبي